الأصل والواقع إن الإنسان الواعي صاحب الفكر المميز والراقي لابد أن يكون لديه رؤية شخصية تتضمن خططه للإنجاز وتحقيق الأهداف والأماني. فالله سبحان وتعالى خلقنا لغاية واحدة عبادته سبحانه والإيمان بالإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ونهج حياة السنة النبوية وهذا إلزام,لا اختيار. بينما خيرنا ربنا في العيش بالحياة وفق ماهو حلال ,لا حرام وهذه نعمة أن بين لنا ربنا الطريق الصحيح ويتبقى جزء ليس بالبسيط على الإنسان نفسه أن يتحمل مسؤولية حياته بكل جوانبها الاجتماعية والعملية وغيرها. وعلى هذا لابد أن يكون لكل منا رؤية شخصية,فهذه الرؤية الشخصية تساعدك في العيش بكل جمال,وانضباط,وتساعدك على خوض حياتك بكل إيجابية دون تشتت وضياع. وهذا مايعاني منه الكثير من الناس ألا وهو الفراغ,والضياع,وكثرة المشاكل وعدم الاتزان,والإتقان في عيشه لحياته,فتجده يشكي الهموم والأحزان ويشغل نفسه غالبا بمواضيع عاطفية تافهة . ونركز على الشباب خاصة هم أكثر من يعاني من الضياع,فالأطفال يعيشون يومهم بكل مافيه لا يدركون فقط سوى المرح,واللعب,والكبار في أشغالهم,وبيوتهم,والشباب بين هذا وذاك. تجد من اشغله اللعب وآخر العمل وكلاهما يعاني من الضياع والسبب يرجع كون الشاب في مرحلة تكوين شخصيته وتداخل كثير من المواضيع في حياته من دراسة ومستقبل عمل ومشاكل عاطفية مما سبب في عقله وشوشه وعدم اتزان و تهيج من ناحية الشهوة وصراعها مع العقل مانتج عنه العصبية الزائدة وحب الحرية وعدم الانضباط في عيش حياته عموما. فيذهب الشاب حينها للمواضيع العاطفية مراد تفريغ همومه وأشغال نفسه بإتباع شهوته وهواه دون عقله وهذا نتج عنه مايلي:
-الغزل من طرف الذكر والأنثى. -الحب الوهمي والمصلحة يقع كثير من شبابنا ضحية فيه والسبب الضياع. -مشاكل التحرش بالبنات من قبل الذكور والزنا والفاحشة وغيرها. -الوقوع في المسكرات والمخدرات. -التفحيط والتقليد الأعمى والتغرب الثقافي والفكري.
-الشذوذ الجنسي من كلا الجنسين.
-وقوع البنات في فخوخ الشباب والعكس.
ومن الظواهر أيضاً التي انتشرت في هذا الوقت:
الدرباوية,الإرهاب,التعصب,الطلاق,التقليد الأعمى الخ.. وهذا نتيجة ابتعاد الشاب عن عقله فبتالي إذا ذهب العقل بقي القلب ومايهوى ويشتهي ناهيك أن الأمر كذلك مغري جدا عند البعض!. وهذا الأمر أثر على حياة شبابنا بشكل سلبي ترتب فيما يلي: -عدم الاستقرار الواضح في مستوى الدراسة والعمل. -التوتر والارتباك في علاقاته مع أصحابه والناس. -ضعف الثقة بالنفس والناس عند البعض. -كثرة التفكير والهموم وعدم القدرة في السيطرة عليها. -تقلب المزاج والنوم الغير كافي والمنضبط. والسبب في هذا هو ضعف خبرة الشاب بالحياة. والحل في هذا يرجع للأهل والمربين في توعية الشباب حول الحياة ومافيها من مصاعب ومشاكل ودعم الأبناء في هذه المرحلة بكل الجوانب المعنوية والمادية وفهم واقع الشاب العربي المسلم والتعامل معه بشكل سليم. والحل الآخر ينطلق من الشاب نفسه بتكوين رؤيته الخاصة بالحياة ويخطط ويحدد ميعاد الإنجاز وتحقيق أهدافه ويستعين بكل من يستطيع ويثق بهم ويبدأ بتكوين فريق دعم خاص به يساعده في تحقيق أهدافه وهذا ما سأتطرق إليه لاحقا في موضوع خاص. ومع رؤية الوطن 2030 ورؤية التطوير في البلدان العربية لابد من تجديد رؤية كل شخص منا بما يتوافق مع طموحه المتجدد.