في جديد تمثيلياته المضحكة، عرض مبعوث نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري أمام المجلس صورة ادعى أنها لجنود النظام وهم يساعدون المدنيين، لكن وبعد الجلسة اتضحت الحقيقة، فالصورة التقطت في العراق العام الماضي وتداولتها الصحف العراقية وقتها وليس في سوريا.
وكالعادة يطل علينا النظام السوري وأعوانه بأكذوبة جديدة, يصدع بها رؤوسنا كل يوم يتبعه في ذلك اقطابه وحلفاؤه, والأدهى من ذلك أن الأكاذيب التي يمررها هذا النظام, بين الإعلام والرأي العام تكاد تكون أبعد من التصديق, بل تقف على مسافة طويلة من المنطق إن صح التعبير, فهذا النظام لم ينفك يوما عن إطلاق سيلاً من أكاذيبه الطويلة تجاه قتل شعبه العزل بأشد أنواع الأسلحة فتكا وسفكا للدماء وتدمير سوريا باستخدام اعنف الأسلحة المدمرة كإطلاق صواريخ سكود والمدفعية الثقيلة والبراميل على المناطق المدنية.
والأطرف من ذلك تكذيب الجعفري لهذه المجازر في مجلس الامن الدولي بشكل يدل على وقاحة وغباء هذا الرجل فليس من المعقول أن العالم سوف يصدقوا ما يقوله بل ويدعى أن جنود نظامه يقومون بمساعدة المدنيين وكبار السن على الخروج من محرقة النظام السوري في حلب , و يصل به الأمر الى حد التجاوز على هذه الحقائق والصور واستبدالها بأكاذيب مصطنعة ليمررها بين عقول السذج والأذكياء على السواء, فالكذب بلا شك هو أسلوب الضعفاء ,لكن عندما يصل الأمر الى حد تزوير حقائق في أهم مكان في العالم وهو مجلس الأمن الدولي , فهذه هي الكارثة بعينها, فعلينا أن نضحك على الجعفري وأمثاله بدلا من أن نحزن, لأن العالم اليوم أصبح أكثر وعيا وتطلعا للبحث عن المعلومة , ولن نحتاج إلى سماع ما يقوله الجعفري ومن على شاكلته من أعوان النظام من الذين يمتلكون الموهبة في الجمع بين الكذب والغباء فجميع الصور والمقاطع التي بثتها وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية تدل على حقيقة واحدة وهي المجزرة البشعة التي نفذتها قوات الأسد وحلفائه في حلب وغيرها من المدن السورية والتي أمست ذكرى حزينة في قلوب العالم الحر.
وكما يقال في كل مرة يفتح الجعفري فمه منافحاً ومدافعاً عن نظامه ، يتبادر إلى الذاكرة صور آلاف الأطفال والنساء السوريين الذين سالت دماؤهم البريئة على الثلوج البيضاء وذبحوا بدم بارد بالصواريخ والبراميل والأسلحة الثقيلة.
فالنظام السوري أصبح يتلذذ بالتعذيب والقتل والتدمير أكثر من ذي قبل، إذ لم يعد ثمة “فضيحة” يخشاها أو استنكارًا يحذره أو ملاحقة يتوجس منها في ظل تخاذل المجتمع الدولي عبر إهماله المقصود للواقع الإنساني في حلب وغيرها بسبب أهداف ومصالح سياسية شتَى. والذي وصل ذروته باستخدام الفيتو الروسيّ في مجلس الأمن الدولي. واستكمِل بتخاذلٍ مبطن من قبَل الغرب، الذي يجعجع ويتخذ من الموقف الروسي ذريعة للنأي بنفسه عن القيام بأي فعلٍ مهم، لإنقاذ الشعب السوريّ وحمايته من عمليات البطش الأسدية التي لا مثيل لها عبر التاريخ.