عصفت بنا صواريخ الباطل

تساقطنا جثث وجرحى …كسقوط الورق في فصل الخريف…خرجت بين الركام في ظلمة الليل وقسوة البرد أعاني…ذهبت أحلامي..طارت امنياتي بل انمحت وقضي عليها…أكبر حلم لي أن أنام آمن ثم آكل لقمة عيش تقيني مصارع اليوم…وتمد جسمي بطاقة لحياة للأسف…لم ولن أرغب بعيشها…يموت الأطفال وكأن حمامات السلام البيض قد قتلت واختفت …صحت تلك  الطفلة الصغيرة وهي تبكي وجسمها يملؤه ألم الموقف قبل ألم الجروح والكدمات…تسأل من سيصفف شعري اليوم…ياماما افتحي الشباك فاليوم يوم جميل تنزل فيه الثلوج…قامت الأم الرحيمة واغلقت كل النوافذ لتخفي عن طفلتها سقوط النيران وسط حلب وضواحيها…ثم تأملت في البرد فإذا بي البلدة أصبحت محرقة ونار رغم قوة الشتاء…أتعلمون أني ادفئ نفسي عند محركات السيارات والألآت وأنتم تنعمون بجدران تحميكم فيكفيكم هذا شدة البرد وزمهريره ..قام ذلك العجوز الهرم ليطعم قطط لديه كل صباح لكن لم يجد لنفسه طعام فكيف للقطط…بل هل عاد لدينا كائن حي غيرنا…هربت تلك المرأة وولت وفرت إلى تل رمل صغير حسبته آمن وعندما حلت به وجلست اتتها رصاصات العدو المدمرة فتمزق الحجاب وسال الدمع من عينيها قبل دمها فأخذت قبضة من الحجارة والرمال تستر من جسمها ماخدشه العدو ومزقه…يهجمون على الواحد منا كأننا عشرة…دفنت الوردة نفسها في التراب…كي لاينتهك عرضها وجسدها المصون الشريف..

ساح الأطفال كما ساح الجليد من بينهم هرب ذلك الطفل تمسك بجذع شجرة..احميني ياشجرتي العزيزة فقد كنت اعتني بك..طلقات رصاص العدو تقصف ملاذه الآمن وشجرته العزيزة فتساقط ورقها عليه وتدلت الاغصان منكسرة فاصبح بينها مختبئ…فقال شكرا يالله…ذهبت لأرى ماتبقى من بيتنا وياليتني لم أذهب…جرحت ذكرياتي ونزفت 

سال الشمع وانطفأت ذهب النور واتت العتمة يارب انصرنا ووفقنا وأستر علينا..