تسعى الشركات المالكة لناقلات النفط للبحث عن مسارات جديدة خلال العام المقبل لتعويض خفض انتاج أوبك من البترول، وهو ما يؤدي إلى انخفاض أسعار تأجير الناقلات بأكثر من 40 %.

تراجع انتاج النفط من الشرق الأوسط، يعني تراجع أسعار الشحن لمشغلي الناقلات العملاقة التي بإمكانها نقل مليوني برميل من النفط ويستخدم معظمها منتجو الشرق الأوسط لإرسال إمدادات النفط إلى آسيا.

ومع بلوغ متوسط أسعار تأجير ناقلات النفط العملاقة 45.2 ألف دولار في اليوم تتجه أرباح الناقلات العملاقة إلى إنهاء عام 2016 عند ثاني أعلى مستوياتها منذ عام 2008 الذي شهد بداية أسوأ اتجاه نزولي في 30 عاما وهبط بمتوسط أسعار التأجير إلى مستويات متدنية بلغت 15.5 ألف دولار في عام 2011.

وتوقع مورجان ستانلي انخفاض متوسط أسعار تأجير ناقلات النفط العملاقة بأكثر من 44 % إلى 25 ألف دولار في اليوم العام المقبل مقارنة مع المستويات الحالية للأسعار إذا ما قامت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتقليص إنتاجها إلى 32.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير كانون الثاني 2017 وتبعها في ذلك مصدرون آخرون مثل روسيا.

وقالت شركات شحن إن هذا سيقلص الطلب على ناقلات النفط العملاقة بواقع أكثر من 30 ناقلة سنويا وهو ما يعادل نحو خمسة بالمئة من حجم أسطول ناقلات النفط العملاقة في العالم البالغ 700 ناقلة.

وقال رالف ليزيسيزنسكي من شركة بانشيرو كوستا للوساطة البحرية في سنغافورة “أي خفض في إنتاج النفط سلبي على الناقلات نظرا لأنه يقلص كميات النفط.”

وتشحن بي.بي بالفعل نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام الأمريكي إلى عملاء في آسيا لتحتل بذلك موقع الصدارة بين الشركات التي تنقل الخام لمسافات طويلة.

ومع زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي وتطُلع المنتجين غير الأعضاء في أوبك مثل الموجودين في وسط آسيا لزيادة الإنتاج فإن أسعار تأجير ناقلات النفط الأصغر حجما من طرازي سويس ماكس وأفراماكس -التي تجوب تلك المسارات حاملة مليون برميل و800 ألف برميل من النفط بالترتيب- قد تتلقى دعما.

وإحدى منغصات شركات الشحن البحري هي الأسطول الذي تزايد عقب سنوات من الاستثمار المفرط خلال فترة الازدهار الصينية الكبرى.

وقال روبرت ماكلويد الرئيس التنفيذي لشركة فرونت لاين المالكة لناقلات نفط إن نحو 110 من ناقلات النفط العملاقة ومن طراز سويس ماكس ستدخل الخدمة العام المقبل مقارنة مع 80 ناقلة من تلك الأنواع في 2016 مما يشكل ضغوطا على أرباح الناقلات إلا إذا أدى هبوط الأسعار والضوابط البيئية الجديدة إلى إطلاق عملية لخروج الناقلات القديمة من الخدمة.