استغلت بعض الفتيات السعوديات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوعية حول مخاطر المخدرات بين الفتيات، للحد من انتشار الظاهرة التي ينشط ترويجها في الأيام التي تسبق الاختبارات، بنشر رسائل تحذيرية من ترويج المخدرات بين الطالبات.

الرسائل التحذيرية تضمنت العديد من النصائح وكذلك بعض التجارب التى وقعت فيها فتيات ونساء بالمملكة ومن بينها هذه الحكايات الثلاثة.

دفع أب ابنته (14 عاماً) العام الماضي إلى الإدمان، عندما طلب منها إيصال رسالة إلى زميلتها في المدرسة، لتوصلها الأخيرة بدورها إلى والدها المدمن، إلا أن الفضول دفع الفتاة إلى تجربة ما تحمله، لتقع ضحية في براثن الآفة، ولم يتم اكتشاف ادمانها إلا بعد ملاحظة تدني مستواها الدراسي وعدم قدرتها على التركيز.

وتروي قصة أخرى إحدى مدمنات مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، أنها وقعت في وحل الإدمان على المخدرات بالتدريج انسياقاً إلى مطالب زوجها، وخوفاً من شبح الطلاق وتشتيت الأبناء، وذلك بعد أن انهال زوجها عليها بالضرب وهددها بالطلاق والحرمان من أطفالها.

فيما ذكرت إحدى مدمنات «مجمع الأمل» في الدمام، أن رحلتها بدأت مع المخدرات وهي لم تتجاوز الـ19 عاماً بعد عثورها عليها صدفة وهي تقوم بأعمال المنزل، مشيرة إلى أن السبب الرئيس وراء إدمانها كان بدافع الغيرة على زوجها، مشيرة إلى أنها عرضت بنفسها على زوجها فكرة إدمانها على المخدرات، فرحب الزوج على الفور ولم يعارض.
وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات أوقعت بعدد كبير من مروجيها في سبتمبر الماضي، استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لاستقطاب الشبان والفتيات، منهم المروج الملقب بـ«أكشن» الذي كان يستهدف الفتيات.
وفي المنطقة الشرقية رصد ركن «مكافحة المخدرات» في ملتقى القافلة النسائي الـ12 التابع إلى «جمعية قافلة الخير»، عن 30 حالة إدمان من النساء، راوحت ما بين طلب علاج وإبلاغ عن أماكن ترويج.

وأكدت مشرفة الركن ميثاء القحطاني أن «التعامل معهن تم بسرية تامة، إما عبر التعامل المباشر، أو توجيههن إلى القسم النسائي في الإدارة»، مشيرة إلى أن الحشيش مثّل النسبة الأكبر من حالات الإدمان.

وأكد مسؤولون صحيون وآخرون من المديرية العامة لمكافحة المخدرات إن الإدمان بين النساء «محدود للغاية»، فإن البلاد شهدت إقامة فاعليات لتوعية النساء حول مخاطر الإدمان، خوفاً من وقوعهن في شباكها، وكذلك لحماية بقية أفراد الأسرة.

وأفاد تقرير صادر من وزارة العدل، أن إجمالي قضايا المخدرات المنظورة للعنصر النسائي السعودي في المحاكم بلغ حوالى 28 في المئة، فيما شكلت النساء غير السعوديات نسبة 68.1 في المئة.

وأشارت الدراسات إلى أن خطورة إدمان المرأة على المخدرات تفوق خطورة إدمان الرجل بكثير، فهي العنصر الرئيس في تربية ورعاية الأطفال، موضحة أن من العوامل الأساسية التي تدفع النساء إلى الإدمان، الأمراض النفسية ومن أهمها القلق النفسي والاكتئاب، واضطرابات الطعام، إضافة إلى عوامل أخرى، ومنها التعرض إلى ضغوط نفسية مستمرة والعنف.