استطاع رجل الأعمال ” سليمان بن صالح العليان ” الذى حصل على لقب إمبراطور المال أن يشق لنفسه طريقاً فى الحياة متسلحاً بالإيمان والأمل والمقاومة والصبر حتى استطاع أن ينتقل من مجرد عامل يتقاضى راتب لا يتعدى روبية ونصف لرجل أعمال شهير سطرت أعماله على صفحات تاريخ الاقتصاد السعودي – الأمريكي.

كللت مسيرة العليان بالنجاح وحصل على وسام الفارس القائد للامبراطورية البريطانية، والنجمة الطبية الملكية من السويد، ووسام الجدارة من إسبانيا كما شغل عضوية عدد من المجالس الخيرية والاستشارية والتعليمية وأطلق اسمه على كلية إدارة الأعمال في جامعة بيروت الأمريكية.

روي رجل الأعمال الراحل الذى صنفته «فوربس» في 2001، ضمن أغنى أغنياء العالم بثروة قدرت بنحو ثمانية مليارات دولار قصة حياته في كتاب اختار له عنوان «من عنيزة إلى وول ستريت»، صدر في عام 2006، وترجمه للعربية الدكتور حمزة المزيني وتضمن مسيرته وشرته التى بلغت الافاق من السعودية إلى أمريكا مرورا بأستراليا ودول الشرقين الأوسط وفقا ل “عكاظ”

وتضمن الكتاب ” أن العيان بدأ حياته العمليه بعد أن ترك المدرسة في عام 1936 ليعمل مراقبا للزيت في شركة نفط البحرين (بابكو)، براتب يومي لا يتعدى الروبية ونصف، آثر بعدها العودة إلى الوطن بما اكتسبه من خبرة، للعمل في شركة «كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني» التي صارت لاحقا «أرامكو»، فمنحته بطاقة شخصية رقم 40، ليكون بذلك ضمن أول 50 سعوديا يعملون في الشركة، فعمل مأمور مراقبة شحن واستلام، ونظرا لشغفه وإجادته للغة الإنجليزية ترقى للعمل رئيسا للترجمة في العلاقات الحكومية .

استقال العليان من عمله كمترجم في 1947، لينطلق في بناء امبراطورية أعماله فى أوائل الخمسينات حيث شارك في الأعمال الإنشائية في مدن التابلاين بالقيصومة ورفحاء وبدنة وطريف، وتولت شركاته عملية لحام أنابيب النفط عبر الصحارى، وأسس أول شركتين سعوديتين لتوليد الكهرباء، وتسويق غاز البروبين «شركة الغاز الأهلية»، كما أسس في عام 1954 شركتي «التجارة العمومية لتسويق المواد الغذائية»، و«المشاريع التجارية العربية للتأمين»، ثم شركة النقليات العامة.

وبدأ العليان التوجه للاستثمار في الأسواق العالمية، بداية الستينات فحصل على وكالات حصرية لمنتجات من بينها «كمبرلي كلارك» و«جنرال فودز» و«كرافت» و«كولجيت-بالموليف» و«نستله» و«برغر كينغ» و«كوكاكولا»، كما حاز ترخيصين لإنشاء أول مصنع سعودي لإنتاج المناديل الورقية، وأول مستودع تبريد وتصنيع للحوم وفي العام 1969 أسس شركة العليان المالية التي تملك وتدير 40 شركة عاملة في مختلف القطاعات حول العالم، علاوة على امتلاكها حصصا في مصارف وشركات محلية وعالمية، كالبنك السعودي البريطاني، وتشيز منهاتن، وميت لايف، وكريديت سيوزفيرست بوسطن إنترناشيونال، وكابيتال يونيون.