أثارت الدعوات التى أطلقها البعض حول التجنيد الإلزامي والتى كان أخرها دعوة المفتي للعام للملكة التى رأى فيها «ضرورة حتمية لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية» حالة جديدة من الجدل على الصعيدين الرسمي والشعبي فى المملكة وأختلفت الأراء ما بين التأييد والمعارضة .

قال اللواء المتقاعد الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وفقا ل ” الحياة ” أن التجنيد الإجباري في السعودية «بات ضرورة ملحة للشباب في الوقت الحالي، إذ يجب أن نقرأ الأحداث المستقبلية قبل فرضه»، موضحاً أن أحد أهم فوائد التجنيد بالنسبة إلى الشباب هو تعليمهم الانضباط، والتعود على المصاعب والجلد والصبر في الحياة مطالبا بتطبيق الفكرة لكن بشكل منطقي، وليس تعسفياً، بمعنى «مراعاة أصحاب الظروف الخاصة، وذوي الأعمال المهمة التي لا تتحمل غياب أصحابها فترة طويلة.

وقال الدكتور أحمد الموكلي الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب أن «تدريب الشبان على الشدة والقوة والاعتماد على الذات سينعكس إيجاباً على شخصيتهم وسلوكهم وأدائهم، حتى في حياتهم الخاصة».

وفى ذات السياق، عارض كثيرون فرض التجنيد الإلزامي في المملكة،منهم اللواء المتقاعد الدكتور سعد الشهراني والذى قال أن «التجنيد الإجباري أو خدمة العلم – كما يسمى أحياناً – لا يتقرر بناء على أزمات أو حروب عارضة، بل يسن ويشرع بقانون بعد دراسات مستفيضة، والجيوش المحترفة المزودة بالتقنيات الذكية هي المعول عليها.

واتفق معه الباحث الشرعي زبن الخماش وأضاف قائلاً إن «تطبيق الخدمة الإلزامية يكرس فكرة عسكرة المجتمع، وفرض مبدأ القوة في الحلول، والذي يأتي نتيجة إلى التجنيد الإجباري الذي يفرض على الشعوب»، مبيناً أن «التجنيد ليس خياراً جيداً بالضرورة، فالدول التي تتصدر الآن اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وأخلاقياً ليس لديها جيش، عوضاً عن أن يكون لديها مواطن مقاتل»، مستدلاً بذلك بدولة اليابان.