أحسن بالرفق قيمة بثت في ثنايا آيات الكتاب العزيز، وتماوجت بين دفتي السنة المطهرة كدلالة رحمة، ومكمن رعاية شملت الإنسان والحيوان والنبات، وكأنها شمعة تنير دهاليز البيبئة،و تسمو بالمحيط إلى ما هو فوق مدن (إفلاطون) وأرجى من مقدمة ابن خلدون، تعلمناها منذ الصغر عبر مفردات مناهج ماضينا الطيب الحنون الخالي من اللبس والجنون، فرأينا دموع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بي عبدالعزيزآل سعود – يرحمه الله وأموات المسلمين- تنثال بعد مشهد مؤثر لأحد أطفال الشهداء
كأكبر دليل وأنجع علامة على تغلغل هذه المفردة(رفق) في وجدان ونفوس أبناء هذه (السعودية) كبارا وصغارا، وإني لتعروني هزة، وتغالبني عبرة، وتجتاحني آهة وأنا أرى مشاهد
التنكيل بإخواننا المسلمين وغيرهم من بني البشر في مشارق الأرض ومغاربها، هذا قبل أن تصبح إيقونة (رفق) زرارا أشبه ب(شفرة) الأسلحة النووية، استعمالها دمار، وتداول الحديث عنها يتطلب جلسات مفاوضات
شاقة تستدعي مندوبين أمميين على غرار(ابن عمر والإبراهيمي وكوبلر…).
إن إخضاع(رفق) ولوي رقبتها الأنيقة للاقتران بأرقام الهواتف والجوالات جريمة تربوية غير محسوبة العواقب، وإليك عزيزي المنافح أوالفارض لهذه العملية الحسابية
الماحقة على أقل تقدير من وجهة نظري القاصرة مشهدا واحدا من الواقع المعاش المترتب على هكذا عمل وأدعو من يرى ويسمع وحتى (يشم) للإدلاء برأيه قدر الإمكان تجاه هذا الشأن، يقول أحدهم باعتبارما
سيكون حتما:
نشأت في أسرة محافظة لا تسمع في ردهات حجراتها غير الآيات
فعرفت أسرار طاعة الأبوين، واحترام حق الجوار، وآداب الحوار، وتاقت رجلاي إلى طريق المسجد كلما بان الوقت بين الصلاة والصلاة، ومن نعمة الله علي تزوجت بفتاة أعانتني على أمور ديني وتكاليف الحياة، ووهبني ربي منها ذرية صالحة ، ومضت حياتنا في سلام، وقبل أسبوعين من الآن عدت إلى منزلي محملا بهم عمل، وضائق صدري بمشاهد وأخبار الدمار التي تجتاح عناصرالخبر صوتا وصورة
ودلفت من الباب ليلتقيني آخر العنقود
ذو السبعة أعوام والخبير بالأجهزة الذكية لا سيما الجوال والآيباد منها رافعا صوته في وجهي: أين ما وعدتني به؟ يقصد حلوى على شاكلة (بيض كندر!)،فتعذرت له مع طبطبتي وقبلاتي بالنسيان وهو السبب- يعلم الله- فقطب حاجبيه وقال: طييييب!! فلم ألق بالا، وأويت إلى فراشي طلبا للراحة قليلا، وما هي سوى لحظات، وإذا
بجرس الباب يرن رنة واثنتين وثلاثا، ونحن لسنا بانتظار أحد ، وصغيري يصيح فينا: هيا افتحوا!!، فتقدمت إلى الباب بملابسي الداخلية هولا وانزعاجا
فإذا بمندوب (رفق الرقمية) ودورية شرطة يستدعونني على وجه السرعة للتحقيق، ويلومونني على تعنيف ابني، فخرجت أسير على وجهي! وأقول في نفسي: لماذا يحصل لي كل هذا بسبب قيمة خلبت لبي، وما تعلمه فلذة كبدي الغر الذي ضحيت من أجله وإخوته بوقتي وجهدي وصحتي؟!!
وفي الطريق وجهت إليهم سؤالا: لم جردتم هذه القيمة من حليتها وأخرجتموها من خدرها، وجعلتموها تقوم مقام الأنتربول الدولي تطارد أرباب الأسر والمعلمين مطاردة أرباب السوابق والمجرمين والمخربين، وتدفعونهم للتحقيق والعقاب والتعهدات؟!
لقد أفسدتم من حيث أردتم الإصلاح، أنتم تتعاملون مع سفهاء لا يفرقون بين حق
وباطل، حياتهم سلوى، وقرة أعينهم حلوى، لا يأبهون لمسرة أو بلوى!!
أيها الأعزاء: نحن على موعد مع جيل وربما أجيال سيرمون بما بقي من حقوق الوالدين عرض الحائط، ويتجاوزون ذلك بسبب حاجتهم لملبس أو لعبة ما أنزل الله بها من سلطان، وقد يطلبون ذلك من عائل لا يملك قوت يومه وربما قضى نحبه حالما يعرف جرجرته في الأقسام الأمنية صدمة ففي ذمة من سيكون؟!
ياولي الأمر: إننا كمجتمع ودولةأ مام معضلة ستفتك بوحدتنا وتبت حبل ولائنا، وقتما ينشأ هذا الجيل متمرسا على (الخروج) عن المألوف متجرئا على أمه وأبيه ومعلمه، فغدا في حالة عدم وجود ما يسد رغبته الزائفة حتما سيفتح (أجهزةاتصالاته) فاكا رموز الأرقام للاتصال بمن يستقوي به (((خارجيا وداخليا!! )))وسيكون أمننا وتوحدنا في خطر وفوضى نتيجة متطلبات (رفق) التي
أخضعها البعض للأرقام ومنذ الصف الأول ابتدائي!!
إن أمور الحياة جمعاء إذا دخلتها الأرقام أفسدتها، وحولت المجموع للطرح ثم الضرب والقسمة، وافهموا يا أولي الألباب، اللهم إني قد بلغت ،اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين.