أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير أن سائل التواصل الاجتماعي اكتظت   بالكتاب والقراء والمدونين والمغردين ولا نرى إلا الرؤوس المطرقة والهامات الجاثمة والوجوه المكبة على تلك الأجهزة، وكل يقرأ ويكتب، ويدون ويغرد، محذراً من استدراج الناس في مواقع التواصل الاجتماعي عبر ما يعرف بـ ” الهاشتاق “.

وقال الشيخ في خطبة الجمعة: من وقع في الوهدة والهوة تزاحم عليها وتسارع إليها، وشارك فيها بالكتابة والتعليق بلا تمييز ولا روية، فالحذر الحذر فقد خط القلم وكتب الملك وطاح المرقم وأحصى الكتاب، قال تعالى: ” وكل شيء فعلوه في الزبر، وكل صغير وكبير مستطر “، فكل صغير وكبير من الأعمال مسطور في الصحائف مكتتب في الزبر بتفاصيله وربكم حفيظ رقيب شهيد عليم لا يخفى عليه دقيق ولا جليل مما تكتبون وتسطرون وتدونون.

وأضاف : الأقلام مطايا العقول وألسنة الضمائر وآلة التحرير وقوام المعرفة والكتب بساتين تجلو البصائر وتؤنس الوحشة وتزيل الهم وتبدد الظلمة والقراءة عادة الألباء وسجية الفطناء ومن الكتاب أدباء حكماء، يراعون المصلحة وينشدون الخير ويرومون النصح يراقبون من في السماء، ومن الكتاب فئة لا حذق عندهم ولا صنعة ولا حصاة لهم ولا أصاة لطخوا المواقع بمقالات عوراء طائشة بغير عقل ولا رشد، جاؤوا فيها بالطم والرم والدنيء والرديء والمهزول والغث، أقلام وكتاب يسوقون الدهماء إلى مجهلة ومهلكة ومفسدة، همهم إهاجة الشر وإيقاد الفتنة وإيقاع الخصومة بين الناس، والنيل من ديننا وانتقاص قيمنا وأخلاقنا والطعن في بلادنا وعلمائنا وأولات أمورنا.

وتابع: لقد اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بالكتاب والقراء والمدونين والمغردين ولا نرى إلا الرؤوس المطرقة والهامات الجاثمة والوجوه المكبة على تلك الأجهزة، وكل يقرأ ويكتب، ويدون ويغرد وينشر ويذيع وليت ذلك فيما يوصل نفعا ويثمر خيرا ويدفع شرا ويكون في الآخرة ذخرا إلا من رحم الله وقليل ما هم.