يظهر عند منتصف ليل اليوم، عنقود الثريا، منخفضا بالأفق الشرقي، ويجمع أكثر من 500 نجم، على بعد 440 سنة ضوئية عن الارض، وهو أحد ألمع وأشهر العناقيد النجمية المفتوحة، التي تكونت في نفس الوقت تقريباً، من سحابة جزيئية قبل حوالي 100 مليون سنة.
ويتمكن سكان المملكة من مشاهدة الثريا بالعين المجردة، ويمكن تمييز 6 منها للوهلة الأولى، متناثرة الضوء على مساحة ما يعادل أربعة أضعاف القمر البدر.
وبحسب المهندس “ماجد أبوزاهرة” رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن شهر نوفمبر يُعرف بـ”شهر الثريا”، حيث تزين هذه النجوم سماء المملكة والمنطقة العربية، من بعد غروب الشمس وبداية الليل حتى الفجر، خلال فصل الشتاء، موضحا أن هذا العنقود يشبه نجوم الدب الأصغر، إلا أنه ضبابي المظهر، ويمكن تحديد موقعه بسهولة باستخدام نجوم الجبار، فعندما يتم رسم خط وهمي من النجوم الثلاثة في الجبار، في الاتجاه المعاكس لنجم الشعرى اليمانية، سوف يتبيّن نجم أحمر براق يسمى الدبران وبالقرب من هذا النجم يقع عنقود الثريا، وبشكل عام في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تكون “الثريا” ظاهرة طوال الليل بالتزامن مع أواخر الخريف والانتقال نحو الفصل البارد، ويمكن بسهولة تخيل الثريا كلطخة متجمدة بسماء الليل.
وما زال عنقود الثريا محور الاهتمام المتجدد، حيث استطاع تلسكوب الفضاء “كبلر” مؤخرا، قياس معدل دوران أكثر من 750 نجما في هذه المجموعة، وعرفت عند العرب منذ القديم بتسمية الثريا، وكانوا يُشبهونها بعنقود العنب لتقاربها، وذلك من الوجهة الجمالية لمشهد الرؤية البصرية، فيما نالت نصيبا مختلفا في الحكايات التي رمزت لها بالغدر، وفقا للأسطورة الشهيرة التي تجمعها بنجم الدبران، فحاولت ربط المعرفة بالفلك، في سياق نهج قصصي له دلالته العلمية، فيقال “أوفى من الدبران وأغدر من الثريا”، كما اشتهرت الثريا باسماء عديدة لدى الشعوب الأخرى.