حذر الداعية الشيخ محمد بن أحمد الفراج، من ” تسرب البدعة والغلو القبيح إلى مجتمعنا”.

جاء ذلك في رد على فيديو متداول بثته إحدى الفضائيات لأحد المتحدثين، الذي روى قصة مفادها أن رجلاً طولب أمام القاضي بدَين فطلب عليه كفيلاً فكفّل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد ” الفراج” تحفظه على سياق القصة التي قال إنها من خزعبلات الصوفية وضلالاتهم وبدعهم، مضيفاً : “رأيت مقطعاً متداولاً بثته إحدى القنوات لأحد المتحدثين الأفاضل، يقص قصة مفادها أن رجلاً طولب أمام القاضي بدين فطلب عليه كفيلاً فكفّل رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وتابع “الفراج”: “ومضى في حكاية القصة التي زعم قاصّها أن المدين رأى -النبي صلى الله عليه وسلم- في المنام وطلب منه أن يذهب إلى الوالي ويطالبه بسداد دينه وأنه سيفعل بعد أن يطالبه بأمارة، وجاء في القصة المزعومة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في المنام لمن رآه قضينا عنك يوم القيامة وقال لآخر عفونا عنك يوم القيامة.. إلى آخره”.

وأشار الفراج إلى القصة عليها ملاحظات قائلاً إنه لا يشك في أن راويها أراد الخير، وأتبع قوله: “إنه لا يجوز أن يكفّل غير حيّ قادر؛ فلا يكفَّل ميت – ولو كان نبياً – ولا غائب ولا عاجز؛ لأن مضمون الكفالة استعانة بالكفيل ذمةً أو بدناً، فهي طلبٌ من الكفيل أن يقوّي ذمته بالتوثيق أو يسدد عنه، فطلبها من الميت لا يجوز وقد يقدح في العقيدة”.

وأضاف: “كما أنه قد جاء في ثنايا القصة ما معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أعمال العباد وعددها وقدرها وهذا ادعاء باطل لا دليل عليه، وفيها كذلك الجزم بنسبة البركة إلى هذا المدين المجهول وهذا افتئات وتألٍّ”.

وذكر أن القصة: “فيها زعمه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قضيت عن هذا الرجل قضينا عنك يوم القيامة، وهذا فيه غلو بالنبي صلى الله عليه وسلم ونسبة فعل من أفعال القيامة له ليس إلا لله سبحانه”.

واختتم الفراج قوله: “بالجملة فالقصة لا شك أنها من خزعبلات الصوفية وضلالاتهم وبدعهم.. والعجيب أن الحاضرين مع هذا القاص الفاضل استحسنوا قصته وأبدوا إعجابهم وتأثرهم بها واستمعوا إليها دون نكير كما تداولها آخرون على وجه الإعجاب والتأثر”.