دعا العلماء في باكستان إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ لقمة منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تداعيات محاولة الميليشيات الحوثية استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي، والكشف عن الجهات الداعمة لهذه الميليشيات الإرهابية وتبني موقف إسلامي صارم ضدها.

جاء ذلك في مؤتمر عقدته جمعية “مجلس علماء باكستان” اليوم في إسلام آباد تحت عنوان “المؤتمر الوطني للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين” شارك فيه عدد من العلماء ورؤساء الجمعيات الإسلامية.

كما طالب المؤتمرون الدول الإسلامية بضرورة تبني إستراتيجية مشتركة لوقف تغلغل إيران في شئون الدول الإسلامية والعربية ومكافحة نشاط التنظيمات والميليشيات الإرهابية التي تدعمها إيران لتفريق الأمة على أساس الفتنة الخمينية.

وقال رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي في البيان الختامي للمؤتمر: إن العلماء قد اجتمعوا في العاصمة إسلام آباد مثمنين الدعوة الكريمة التي جمعت حشدهم العلمي بتنوعه وتعدده مستعرضين الحدث الجلل الذي تعرضت له مكة المكرمة، على يدي مليشيا العصابة الإنقلابية الحوثية، بما فيه من تجاسر خطر، حاول ـ خاسئاً وهو حسير ـ استهداف مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم بصواريخ الدعم الصفوي المهربة من دولة الحقد والفتنة فارس المجوسية، حيث مسخت عقيدة وتاريخ وعروبة وإسلام هذه العصابة عندما وظفتها لتصبح أداة مذللة بين يديها لخدمة أجندتها الطائفية، مستغلة سذاجتها وهمجيتها وجهلها.

وأضاف: قد حسبت وثنية فارس المتجانسة فكراً ومع نخلة الرفض في مشتركات الشرك والغلو بلعق مواطئ أصنامهم البابلية والعكوف على أجسادهم الهامدة، حسبت أن مراهقاتها الطائفية وتحرشاتها الصبيانية إنما هي جنس هذه المخاطرة القذرة التي هزت مشاعر المسلمين وزادت من الاحتقان عليهم والتكاتف ضدهم، ليدين كل من في المؤتمر بأن عليه واجب النفير العام لمواجهة هذه العصابة المجرمة متى دعا لذلك صاحب الولاية الشرعية في بلاد الحرمين الشريفين وخادمها ملك المملكة العربية السعودية، وإن كان جندُه ـ بحمد الله ـ أهلاً لذلك وحدهم، فهم حراس الإسلام وحماة عقيدته ومنظري وسطيته واعتداله في خضم عته التطرف المعولم.

وسعدنا بالبيان الشافي والصافي لرابطة العالم الإسلامي (حاضنة الشعوب الإسلامية) حول هذا الحدث الغادر بالإسلام والمسلمين، فإننا سنكون أسعد بما سيسفر عنه اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية بعد بضعة أيام في مكة المكرمة والتي لن تعذر في أن تقف موقفاً شجاعاً يبرئ الذمة تجاه مقدساتهم الإسلامية بتوحيد الكلمة لمواجهة مجوس فارس داعمي همج اليمن ومنبطحيه وماسخي تاريخه وماضيه ومشعلي الفتنة في العراق وسوريا ولبنان، ولو بقطع العلاقات الكاملة مع تلك النبتة الخمينية التي لم يهدأ العالم الإسلامي بعد خروج وجهها الكالح قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً لتستأنف إشعال نيران فارس وتأخذ على نفسها عهداً في دستورها أن تصدرها للعالم فضربت خرافتها العقدية ذات اليمن وذات الشمال تتلقف عصابات الشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وحيثما وليت الوجهة فألفيت نار فارس فإنك أمام شر وشرر، وحقد دفين، وخطر على العالم بأسره ولن ينسى تاريخ هذه الفئة ما أجاب به رديف ابن الأزرق الخارجي بغدادي داعش في الموصل عندما ترك التعرض لإيران فأجاب بأبشع جواب وآلمه حيث قال هذا الخارجي الضال علينا: إن لنا إخواناً في إيران طلبوا منا تغليب الحكمة بالسكوت عنهم فهم في حمايتهم، وما ذا بعد أن تحمي إيران رجال داعش وقبل ذلك رجال القاعدة، وماذا أن تفجر خارجية داعش في مساجد المسلمين وتفجر كذلك في أماكن غير المسلمين لإيقاد الفتنة والتحريض على الإسلام الحق. وهل نسيت الولايات المتحدة الأمريكية عندما تراهن على من فجر ثكنات مشاتها البحرية في لبنان عام 83 وأبراج المنطقة الشرقية في السعودية عام 96، واغتيالات الغدر في مطعم ميكونوس في ألمانيا ـ برلين عام 92، ويكفي اقتحامها مبنى السفارة الأمريكية في فاتحة تاريخ شر هذا النظام الثوري، كما تعرضت العديد من السفارات للهجوم على يد هذا الهوس الإيديولوجي سواء السفارة البريطانية أو الدنماركية أو الكويتية أو الفرنسية أو الروسية ومؤخراً السفارة السعودية. وللاستخبارات الأمريكية ـ لو شاءت ـ أن تسأل نفسها كم من محاولة اغتيال داخل أمريكا وغيرها كانت إيران وراءها، وهل تنازلت إيران حتى هذه اللحظة عن كونها دولة ثورية كما منصوص في دستورها. وما ذا صار من دول السلم الإسلامي في الخليج وغيره، وعلى رأسهم خدم الحرمين الشريفين في السعودية، وما ذا صار من هؤلاء تجاه الفكر الإرهابي الخارجي المحسوب زوراً على سنة الإسلام، والمحتمي في ديار نقيضة الصفوي في إيران حيث براغماتية العب الإرهابي من أوسع أبوابها، إذ سخروا وسعهم لمواجهته، وتحديداً السعودية ببذل عسكري ومواجهة فكرية حاشدة سعدنا بالإطلاع بوادره الأولية المبهجة لتفكيك الإرهاب فكرياً وتخليص صحيح الإسلام المسالم المتعايش الحضاري عبر تاريخه الممتد من أوضار هذا الفكر الدخيل الذي هز العالم بأسره، ثم لماذا لم تبادر إيران بسياق حسن نية حول التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، لو لا أنها تدرك أنها موقد ناره في المنطقة. وأصبح هذا الغول العالمي يصول ويجول بعثه ودجله في مراكز استشراف مستقبل الغرب وتحديداً أمريكا ليجد بعض المحاضن التي تجهل حتى مواطئ قدمها وهي تتعامل مع خرافة هذا الدجل السياسي المتلون بتقية نفاقه وكذبه.

وأكد الشيخ الأشرفي أن هذا المؤتمر يدعو المجتمع الدولي أن يكون على يقظة تامة من خطورة الطائفية الإيرانية على سلم العالم وسكينته فإن منطقة الشرق الأوسط التي فرخت فيها إيران بطائفيتها على صفيح ساخن، واستقرارها مطلب دولي كما هو قبل ذلك مطلب إسلامي على صفحات رقابنا جميعاً. وليت من يعي يدرك أن هذه اللوثة الطائفية تعيش غربة إسلامية بأقليتها وغربة ثقافية وغربة على لسان أهل الإسلام وطيشاً سياسياً تحملهم عليه خرافات معمميهم حتى قال رئيسهم قبل سنوات على منبر دول العالم في الأمم المتحدة: (إنكم في تيهكم السياسي حتى يخرج لكم صاحب الزمان ومصلح الأحوال ومجريها على التمام)، ومتى كان هذا العته السياسي مدفوعاً بهذا الهوس العقدي فكيف يُعَول عليه أو يوثق به من قبل كائناً من كان من مسلم أو غيره.

وختم المؤتمر بيانه مطالباً دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أن تكون هذه القضية في طليعة أجندة تحالفهم فهذا الإرهاب على مقدسات الإسلام لا يعدله إرهاب. كما عليهم أن يوضحوا أن صحيح الإسلام برئ من هذا العنصر الدخيل عليه إن من خوارج القاعدة وداعش أو حلفائهم في مصلحة النكاية بالمسلمين وغيرهم بدافع من خرافاتهم وهو حراس نيران فارس ومصدري بلائها.

وشكر المؤتمرون الرعاية والحفاوة الكريمة من قبل المنظمين سائلين المولى جل وعلا أن يحفظ أمة الإسلام ويكفيها شر الأشرار وكيد الفجار وأن يصل حال الإنسانية أجمع فإن المسلم مشعل خير للجميع.