دوما تواجه مصداقية الاستطلاعات تحديًا كبيرًا، فهي حقيقة لا تعبر بدقة عن آراء الناخبين ويتحكم بها كبار النافذين وجماعات المصالح لتوجيه إشارات مهمة بشأن سير الانتخابات، لإدراكهم أن الاستطلاعات تؤثر على السلوك الانتخابي، فيمكن أن يتراخى الناخبون إذا اعتقدوا أن مرشحهم فائز لا محالة، مما يؤثر على نسبة التصويت وقد ينتهي بفوز المرشح المنافس الذي حرص مؤيدوه على الإدلاء بصوتهم لشعورهم بالخطر.
ومن الأمثلة القريبة على فشل استطلاعات الرأي هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذ كانت كل الاستطلاعات حتى اليوم السابق على يوم الاستفتاء تتوقع تقدما واضحا لمعسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي على معسكر الخروج، لتأتي النتيجة عكس كل نتائج استطلاعات الرأي.
وفي الحالة الأمريكية قد يصنع دونالد ترامب المعجزة فالرجل إلى الآن يبدو كمقاتل عنيد جاء من المقاعد الخلفية للمتفرجين على الإدارة الأمريكية ليناطح خريجة المطبخ السياسي في البيت الأبيض إذا كانت زوجة الرجل الأول في الحكم ثم باتت وزيرة خارجية مع الرئيس أوباما.
أما كيلنتون فتبدو مطمئة وأكثر هدوءا ربما لثقة غير مبررة في الفوز معتمدة على استطلاعات الرأي التي حافظت فيها على تقدمها الواضح مقابل ترامب وربما لدعم غير معلن من جماعات ودول يهمها أن لا يأتي غريب من خارج الدائرة المرسومة ولكي لا تنقلب الطاولة على جماعات المصالح واللوبي الدولي.
ساعات قليلة ستفصل من سيكون هو سيد البيت البيض أو سيدة البيت الأبيض ولمن الفوز اليوم والكلمة الأولى والفصل ستكون للشعب الأمريكي نفسه.