عزيزي ابن الوطن أيها الشبل من ذاك الأسد، جدك وأبوك أحدهما أو كلاهما ومنذ عشرات السنين حفر قبره منارة على مبسم الحد، وعلق روحه تحمل سلاحه رافعا رأسك ، متجاوزا مقاسك يسقي رياض المجد، يهفهف رصاص محزمه وزناد بندقيته أريج العرار ونفح الخزامي من أنفاس نجد،سابحا في ملكوت الخلود على ضفاف اللحود.

أيها الغالي: أقسم بالله العظيم، لو جاء في سفر حياتي أن أفتديك بروحي مقابل أن تحيا كجدك وأبيك تحفظ أمانة، تفيض رصانة، وتشع أنوار ديانة
في قلبك وطن، وفي ذمتك بيعة قائد لأتيتك بها هرولة متشرفا بظلال قامتك ومعترفا بسمو هامتك.

أيها الحبيب: إن كنت لا تعلم فسأقول لك: إنني وكل من ضمه تراب سعوديتك المقدس لا نشك في رجولتك، ولا نساوم على شجاعتك، ولا نسمح بالتفريط ولوبخيط من شراك نعلك، فأنت ناصيتنا وإشراقة صباحنا،وشموخ جبالنا، ولكننا أيها الحبيب الأريب ( نبكي ) أمثالك ممن فقدناهم في لحظة طيش احتملهم شيطان تهريب، واختطفهم إبليس تخريب، مست عقولهم لوثة مال وأنستهم حبة حرام معنى كونهم من الرجال، فابتلعتهم أفواه القبور ولعنات الأيامى واليتامي والثكالى تودعهم، ورصاصات الأمن المظفر تلاحقهم والصلاوات التي أهملوها تخبط وجوههم الكالحة، لم يعرفوا فرحة للصائمين، وما اهتموا لأحوال المرابطين، ولم يلقوا بالا بخلوات الراكعين الساجدين، لقد بكينا الدمع دما لكثرة ضحاياكم يا من ملكتم آخر الموديلات، وأنطقتكم الكفرات، وتراقصتم على قارعة الطرقات، وتبجحتم بملايين الريالات،ولم تراعوا حرمة السبيل،أو تأبهوا لترادف التشييع أوقات الرحيل، بل دفعتم المكان والزمان والإنسان إلى الضيق بكم والدعاء عليكم والعداء لكم.

يابن الحد إن جد الجد: إن الوقت أكبر كذبة فلا تصدقوه فهو أسرع من طيف وأحد من سيف، فلا يلهينكم بتسويف عودتكم، وما جمع من مال في طرفة عين سيذهب جفاء مهما تراكم، وما نبت من حرام فالنار أولى به، فعودوا لأحسن الخلال،يوهب لكم الحلال، إن عدوكم يضحك علينا وعليكم، يملأ جيوبه ويضع الفائض في جيوبكم ليقتل إخوانكم، ويلبسكم النظارة، ويمنحكم السجارة والسيارة ليطعن خاصرة وطنكم وينال من شرف أخواتكم وقريباتكم، نعم بنات وطنكم أخواتكم وأمهات من سفكت دماؤهم بسلاح مهرب عن طريق أحدكم أمهاتكم، ونساء وأبناء من مزقت حياتهم بخناجر مخدرات نقلها بعضكم بعلمه أو بدون علمه هن وهم عرضكم وشرفكم، فأين رجولتكم؟!

ومتى ستصحو عزتكم وشيمتكم؟!
أي حبيبي: إن من يغريك اليوم سيسلب منك ما أعطاك غدا، ولن يكتفي بذلك بل سيجردك حتى من ملابسك، فمن باع دينه وخان وطنه وأمته لا عهد له، ولا قانون يطاله، وإنما يأخذ قوتك مطية لهواه وركوبة لإفساد مجتمعك، يتغدى معك ليتعشى بك، وانظر للأمم من حواليك، وأنصت للمشفقين عليك.

يا قرة العين: كل إنسان معرض للخطأ ونهبة للشيطان ولكن الرجل من يتعظ والكفء من يرجع للحق ويستمع للعقل، والتوبة تجب ما قبلها، والعائد عن الذنب كمن لا ذنب له، ألا فعد أيها الغائب لبيت نشأت فيه ومرابع درجت عليها،ثب لرشدك واطبع على حدك قبلة حياتك، لتبقى في قلوبنا سيفا يحمي راية، ورمحا يبلغ غاية، وحرفا يرسم آية، وأنشودة ترددها جهات الوطن أغاريد أعياد، فأنت لست كغيرك .

ياتاج أمتك ونجدة جارك: الله الله في الحدود ياشبابها، فاحذروا أن يؤتى الحرمان الشريفان من خلالها وأنت أمين الله عليها، والحدود الحدود فالزموها ولا تعتدوها فتكونوا عدوا لشارعها عز وجل.

روحي ونظر عيني: أنا الوطن أناديك
والقيادة أرتجيك والمحب أفتديك وأعذب الأمنيات أن ألتقيك عائدا في دروب أوبة مشهودة فكن شعاع غدنا الآتي لتطريز المجد والعزفي ثوب حياتي،فإني أحبك… أحبك وأحبك .