تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للفتاة “الطفلة”، أعلن الأمن العام بالمملكة، اليوم الثلاثاء، عن تنظيم “الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت”، بأحد الفنادق الشهيرة بالرياض، وذلك انطلاقًا من دور المملكة الريادي في مجال حقوق الإنسان، والعناية بحقوق الطفل.

يأتي هذا انطلاقًا من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بضرورة اتخاذ التدابير والتشريعات اللازمة، لضمان حماية الأطفال من الاستغلال، بعدما تصدت المملكة لهذا النوع من الإساءة في استخدام التكنولوجيا بعديد من التدابير والإجراءات.

ومنذ 4 سنوات أعلنت الأمم المتحدة في الحادي عشر من أكتوبر الاحتفال باليوم العالمي للفتاة، والاحتفال به بصفة دورية سنويًّا، لحماية وتعزيز حقوق الفتيات في جميع أنحاء العالم، ودعم حقهن في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والعمل، فضلًا عن مواجهة ما يتعرضن له من عنف وتمييز وسوء معاملة.

وتأتي أهمية الملتقى السعودي، في ضوء التحذيرات الدولية من أن عديدًا من الأطفال أصبحوا ضحايا لشبكة الإنترنت، لاسيما على مواقع التواصل والترفيه، ومواقع أخرى تروج لتعاطى الكحول والمخدرات، والاستغلال الجنسي، والميول الجنسية المنحرفة.

بحسب تصنيفات الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في بريطانيا، حيث أصبح الإنترنت ملعبًا للمتحرشين بالأطفال، والاستغلال عبر الشبكات الاجتماعية ومنتديات الألعاب.

ويتم استغلال شبكة الإنترنت “بعدما أصبحت عصب الحياة عالميًّا”، في أوجه سلبية، عبر محاولات منظمة وممنهجة للاستغلال السيئ بصورة تتنافى مع القيم والآداب العامة في الدول العربية والإسلامية، خاصة استهداف الشرائح العمرية الأصغر وخاصة الأطفال، بل تزداد الخطورة عندما يتم عرض موادّ إباحية على الأطفال أو اتخاذهم محلًّا لها، ما يشكل إيذاءً بدنيًّا ونفسيًّا لهم، وهو ما يظهر الوجه القبيح للتكنولوجيا الحديثة ووسائل التقنية.

وفي سياق اهتمام المملكة بمواجهة هذه الظاهرة، تنظم جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية “الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت”، منتصف شهر صفر القادم؛ بمشاركة 12 دولة، و15 جهة، من بينها منظمات وهيئات دولية “يتصدى لها الإنتربول”، وجمعيات وطنية وإقليمية مختصة في عرض تجاربها الوقائية الناجحة خلال الملتقى، الذي يقام تحت رعاية، سمو ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.

وبحسب رئيس الجامعة، د. جمعان رشيد بن رقوش، فإن الملتقى يستهدف التأكيد على دور المملكة في توسيع دائرة الاهتمام بحقوق الإنسان ووقاية الأطفال وحمايتهم من أشكال العنف والإيذاء حتى لا تنعكس نتائجه السلبية على أمن وسلامة المجتمع.

وقال إن الجامعة وفي إطار توجيهات ومتابعة الأمير محمد بن نايف، ووزراء الداخلية العرب تولي قضايا الطفل العربي وحمايته من كافة أشكال الاستغلال أهمية وعناية خاصة، استكمالا للجهود التي بذلتها وتبذلها الجامعة في التصدي للقضايا والتحديات الأمنية الملحة، التي تواجه المجتمع العربي، ومن أهمها ما يتعلق بالأطفال.

ونفذت الجامعة العديد من الأنشطة المتعلقة بقضايا الأطفال، وأصدر مركز الدراسات والبحوث التابع لها 24 دراسة وإصدارا علميا في مجال أمن وحقوق الطفل وحمايته من الإيذاء، أثرت المكتبة العربية المتخصصة في هذا المجال، إضافة إلى مناقشة أكثر من 20 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال الأمان الأسري ومكافحة إيذاء الأطفال.

وتنشط المملكة في مجال مكافحة الجرائم، لاسيما إساءة استخدام التكنولوجيا في التعدي على الأطفال واستغلالهم جنسيًّا عبر الإنترنت، بالإضافة إلى جرائم نشر الصور والمقاطع الإباحية والجنسية على مواقع الإنترنت، التي تؤدى لانتشار عديد من السلبيات والجرائم الاجتماعية بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحه العمرية.

وبدأت المملكة في ترشيح محتوى الإنترنت مع بداية دخوله للمملكة عام 1997، حيث وضعت الجهات المختصة سياسات الترشيح، واتخاذ القرارات في ما يخص حجب المواقع من عدمه، وتم حجب المواقع المتعلقة بالمواد الإباحية والقمار والمخدرات, وتوفير خدمة الإبلاغ الطوعي عن هذا النوع من المواقع لمستخدمي الشبكة، وشهدت هذه الخدمة تفاعلًا وإقبالًا من عامة المستخدمين.