استطاعت فِرق البحث والإنقاذ الأمريكية العثور على جثمان الغريق السعودي الملازم محمد بن خالد جروة السبيعي، أحد منسوبي كلية الملك عبدالعزيز الحربية والمبتعث لدراسة الطيران بالولايات المتحدة، حيث تم العثور على جثمانه في شواطئ ولاية تكساس الأمريكية، بعد غرقه صباح السبت الماضي.

وكان الملازم محمد السبيعي أحد الذين وصلوا إلى أمريكا قبل 3 أسابيع مبتعثًا برفقة عدد من زملائه في كلية الملك عبدالعزيز الحربية؛ للانخراط في دورة طيران لمدة عامين.

ووفقاً لتقارير ، فإنه في يوم الحاث استيقظ “السبيعي” مبكرًا لأداء صلاة الفجر، وأيقظ زملاءه معه، وطلب منهم الذهاب للنزهة بأحد شواطئ “ولاية تكساس الأمريكية” المطلة على خليج المكسيك، ووافق أفراد الرحلة وعددهم 6 أشخاص، وجميعهم كانوا قادمين من المملكة مع الغريق مبتعثين من كلية الملك عبدالعزيز الحربية؛ للانخراط في دورة طيران، تمتد عامين كاملين، ويرافقهم طالب الابتعاث المدني الذي يُعد دليلهم السياحي في المنطقة؛ بحكم إقامته التي امتدت أعوامًا في دراسة الهندسة الكهربائية هناك.

وخلال الرحلة استشعروا أن مصير حياتهم قد يكون بين أمواج لا ترحم؛ فتمكن اثنان من الهرب من المصير، وتعرض أحدهما لحالة إغماء وإعياء شديد، ولم يتبق إلا الغريق ” السبيعي” وقريبه “راجح”، اللذان ظلا ممسكَين ببعضهما محاولَين استخدام طرقًا سليمة لا تتأثر بفعل الأمواج، وهما على بعد 500 متر من منطقة الأمان، وما هي إلا دقائق معدودة حتى ابتلعت الأمواج العنيفة “محمد السبيعي” وهو يردد بأعلى صوته: “لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله”، وكان يصارعها الآخر.

وسمع الاستغاثات شقيقان من جنسية أمريكية، كانا يتنزهان بقرب المنطقة؛ فهرع كل منهما قاصدًا إنقاذ الشابين، وتمكن الأول من إنقاذ طالب الابتعاث “راجح السبيعي”، وعاد مجددًا لمساندة شقيقه في إنقاذ الآخر “محمد السبيعي”، واستطاعا الإمساك به إلا أن الموج عاود هيجانه، وابتلعه مجددًا بعد أن أفلت من أيدي الشقيقَيْن، وسط محاولاتهما الغوص داخل البحر واللحاق به والبحث عنه، دون أن يتمكنا من ذلك؛ بفعل الأمواج وازدياد قوة الرياح.