إذا أحببت أن تتكلم عن الإسلام والديمقراطية لِمَا يفور به العالم العربي وبعض من العالم الاسلامي نتيجة لغليان ناره ناتجة من صدام واحتاك بين أنظمة الحكم التي تزعم أنها الاستقرار والأمن والأمان والشعوب المتطلعة للنهوض والتقدم وللحرية والمساواة والمقاربة والتوافق بين أصحاب السلطة ومعاونيهم من ذات الشعب والشعب بكل فئاته ، أو ما يسمى “العدالة الاجتماعية” والمشاركة والممارسة التبادلية في إدارة شئون الدولة الحاضرة ومستقبلها. وليعلم الجميع أننا نريد للأمم الإسلامية أن تتذكر على الدوام أن الحرية عندها إيمان صادق ، وليست غاية الأمر فيها أنها مصلحة ونظام مستعار.

وإذا أحببت أن تتكلم عن التجارة الدولية تجد أن كل سلعة أو بضاعة أو خدمة أو علم أو أي شيء ينتج في بلاد الديمقراطية كما نتصورها ونعرفها أو بلاد العالم الأول كما يصورن أنفسهم هي للتصدير .. ولكنهم اشتهروا بكلمات مثل الديمقراطية لا تنفع ، والديمقراطية لا تطبق بهذه السهولة ، والديمقراطية تحتاج إلى مقدمات وتقديمات ، والديمقراطية لا تصلح لكل الشعوب ، والديمقراطية التمهيدية ، والديمقراطية ممارسة ، والديمقراطية كذا وكذا وكذا .. صداع أزلي نعيشه ونؤلف فيه المؤلفات للدعاية مرة ، وللتنظير مرات ، ولملأ الأوراق معظم الأوقات ودمتم ، وعندنا أزلام وأعوان يزعمون ويروجون لفكرة أننا لسنا مستعدون لاستقبال الديمقراطية (أو استعارة النظام الغربي) وتطبيقه عندنا ، وفي النهاية الديمقراطية عزيزة عند أهلها وليست للتصدير.

وكلما تعرضت الصحف الأجنبية أووسائل الاعلام الأجنبية لنظم الحكم عندنا قالوا هي ديكتاتورية لأن المنطقة جبلت على ذلك ، وتاريخها معتقداتها تزكي ذلك لذلك لا تصلح مع شعوبها الديمقراطية الغربية والديمقراطية أصلاً ليست للتصدير.

ليست الديمقراطية مادة للتصدير!

ولكن ما هي هذه الديمقراطية؟ وما مدلولها من لفظها ومعناها؟ لابد أن نتفق عليها قبل أن نخوض فيها وهل تصلح لنا أو لا نصلح لها ، وكيف كانت وتكون في ديننا وتراثنا؟