يقف رئيس النظام السوري بشار الأسد اليوم ليعلن بوقاحة أن: “هدفه الأول هو حقن الدماء السورية!”، وذلك بعد قتل أكثر من 300 ألف شخصا منذ الثورة الشعبية ؛زاعمًا أن الأزمة التي تعصف ببلاده، وأشعلت ثورة شعبية ضده، ليست سياسية، متهمًا المعارضة بإثارة الفتن والاضطرابات!

اطلق الأسد أمس (الثلاثاء) أكاذيب كثيرة في حوار مطول مع فصلية “طهران لدراسات السياسة الخارجية”، وقال: “إن أي شيء يحقن هذه الدماء سنقوم به بغض النظر عن العواطف”!

وأوضح : “لا أستطيع أن أقول: بغض النظر عن المبادئ؛ لأن حقن الدماء هو مبدأ. هذا هو المبدأ الأهم.. هو المبدأ الأكبر.. إن التعامل مع الإرهابي شيء غير جيد.. ولكن إذا كان التعامل مع الإرهابي يحقن دماء ويحقق المبدأ الأكبر لا بد أن تسير به!”.

وهاجم “الأسد”معارضيه الذين وصفهم بأنهم مجرمون منافقون بلا أخلاق، قائلاً: “الجانب الآخر أن التعامل معهم لا يعني أن نثق بهم. هم أشخاص بلا أخلاق.. حتى لو جلسنا معهم ألف مرة فهم سيبقون في نظرنا مجرمين منافقين بلا أخلاق.. هذا شيء ثابت”.

وقال أن: “المشكلة ليست سياسية حتى هذه اللحظة؛ لأننا قمنا بعملية إصلاح بحسب مطالب المعارضة، أو من سموا أنفسهم معارضة في البدايات. غيَّرنا الدستور والقوانين وكل شيء، ولم يتغير شيء، بالعكس كلما غيرنا كلما ذهبوا أكثر باتجاه الإرهاب”.

واستمر الأسد في افتراءاته: “من الواضح أن القضايا السياسية كانت مجرد عنوان؛ لأنهم كانوا يتوقعون أننا سنرفض، وإذا رفضنا فسيقولون: لأن الحكومة السورية رفضت الإصلاح فإن الاضطرابات بدأت. ولكن هذا الشيء لم يحصل!”.

وحول إمكانية الحوار مع المجموعات المسلحة التي تتخلى عن السلاح قال الأسد: “نعم، وهذا ما قمنا بتطبيقه، كل من قرر أن يلقي السلاح قدمنا له عفوًا كاملاً، فنحن كنا مرنين لدرجة أننا تجاوزنا حتى القانون، القانون لا يعفي الإرهابيين من أعمالهم، ومع ذلك، ولمصلحة الشعب ولحقن الدماء قمنا بتقديم العفو”.

ومن المثير للدهشة أن الأسد لم يخجل من الإفصاح عن مشاعره الحقيقية تجاه أسياده في طهران عندما قال: “على المستوى الشخصي، هناك محبة كبيرة بيني وبين خامنئي، ليس لها علاقة بالسياسة، لها علاقة بالطباع الشخصية”.

وتابع: “صفة التواضع الموجودة لديه والاحترام تجعلك تحب هذا الشخص، وتبني معه علاقة شخصية، حتى وإن كنت أنت وهذا الشخص خارج نطاق السياسة”!

وختم هراءه عن سيده الخميني قائلاً: “تستطيع أن تقول إن هذا الشخص وضع لنفسه مكانة كبيرة على المستوى التاريخي في هذه المنطقة”.