حين قال الله سبحانه وتعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا • وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، فكان يدلنا على مقام الأبوين وأن الأمر بالإحسان إليهما جاء مقروناً بالدعوة إلى التوحيد، وأمر إلهي بإلزام الابن باستيعاب أبويه طوال حياتهم وخاصة عند الكبر، لكن تحجرت قلوب البعض من الأبناء وتجردوا من مشاعر الإنسانية وأقدموا على قتل آبائهم وأمهاتهم في جرائم يشيب لها الولدان وفي التقرير التالي بعضًا من هذه الجرائم البشعة..

حفر الباطن

لقد تجرد شاب عشريني من مشاعر الإنسانية وأقدم على  قتل والدته وشقيقته بسلاح ناري في حفر الباطن.

وكانت شرطة محافظة حفر الباطن قد تبلغت في تمام الساعة السادسة من مساء الثلاثاء ١٤٣٧/١٢/١٩هـ من مواطن عن قيام شقيقه العشريني بإطلاق النار على والدته الخمسينية وشقيقته العشرينية وذلك من سلاحين ناريين كان يحملهما معه في منزلهم.

وبالإنتقال المباشر لموقع الحادث من قِبل المختصين تبين وفاة والدة الجاني بعد نقلها إلى المستشفى ووفاة شقيقته بموقع الجريمة.

وتم القبض على الجاني والأسلحة التي استخدمها بجريمته وإيقافه تمهيداً لبعثه رِفق القضية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام بحكم الاختصاص وإيداع الجثمانين بثلاجة المستشفى لعرضها على الطب الشرعي.

صرح بذلك مساعد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية النقيب محمد بن فهد الدريهم.

التؤام الداعشي

وبالأمس القريب استيقظ المواطنون على جريمة بشعة هزت ضمير كل مواطن حين أقدم التوأم الداعشي «صالح وخالد» على قتل أمهما وإصابة والديهما وأخيهما، ولم يكتفيا بالتناوب على طعن والدتهما «هيلة العريني» (67 عاما)، وإنما أجهزا عليها بنحرها، ما أدى إلى وفاتها مباشرة. الجريمة وقعت في يونيو 2016 بأحد منازل حي الحمراء شرق الرياض.

واتضح للجهات الأمنية من مباشرتها لهذه الجريمة أن الجانيين قاما باستدراج والدتهما إلى غرفة المخزن، ووجها لها عدة طعنات أدت إلى مقتلها، ليتوجها بعدها إلى والدهما (73 عاما) ومباغتته بعدة طعنات، ثم اللحاق بشقيقهما سليمان 22 عاما وطعنه عدة طعنات، مستخدمين في تنفيذ جريمتهما ساطوراً وسكاكين حادة جلباها من خارج المنزل.

وكانت وزارة الداخلية حينها قد أكدت في بيان لها ثبوت اعتناق التوأمين مرتكبي الجريمة بالاعتداء على والديهما وشقيقهما للمنهج التكفيري.

«إيمان» 29 عاما من بين 10 أبناء أنجبتهم الأم «هيلة» كانت الوحيدة ممن تواجد في المنزل لحظة وقوع الجريمة، إلا أن الصدفة فقط منعت أن تكون هي أيضا ضحية طعنات شقيقيها، حيث شاء الله لها ألا تستجيب لطرقات على باب غرفتها قبل أن تخرج وتشاهد الدماء تلطخ المنزل في كافة أرجائه.

تطرف التوأمين لم يكن سريعا، وإنما مضى عليه 3 أعوام دشناه بالخروج من المدرسة والامتناع عن إكمال دراستهما للمرحلة الثانوية، وبحكم انعزال التوأمين وقضاء جل وقتهما بالمنزل، كان يدفعهما ذلك إلى قضاء بعض الوقت مع والدتهما ومساعدتها بإعداد الطعام في الوقت الذي يمارسان فيه جهدهما بالإنكار والمناصحة فيما يعتبرانه “مخالفات شرعية”.

حي بدر بالرياض

وفي فبراير الماضي ألقت شرطة الرياض القبض على مواطن أقدم على إطلاق النار على والدته المسنة ما أدى إلى وفاتها.

وصرح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض، العقيد فواز الميمان “أن دوريات الأمن تلقت بلاغاً عن قيام أحد الأشخاص «في العقد الرابع من العمر» بإطلاق النار على والدته المسنة بحي بدر غرب العاصمة الرياض، ما نتج عنه وفاتها على الفور، وتم القبض على المتهم، وضبط السلاح المستخدم في الجريمة بواسطة وحدة التحريات بمركز شرطة الشفا”.

كما باشرت الأجهزة المختصة بشرطة المنطقة إجراءات الضبط الجنائي، وإحالة المتهم لفرع هيئة التحقيق والادعاء العام حسب الاختصاص.

محافظة طريف

وقعت جريمة قتل شنيعة، هزت سكان محافظة طريف. حيث أقدم شاب عشريني على قتل والديه وإصابة أخيه وأخته بعدة طعنات متفرقة تسببت لهم في بعض الإصابات التي تتراوح بين خطيرة ومتوسطة وذلك بمنزلهم الكائن بالحي الشرقي لمحافظة طريف هذا وقد تم نقلهم إلى مستشفى طريف العام لتلقي العلاج اللازم .

وقد أوضح الناطق الإعلامي الرسمي بشرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد الدكتور : عويد بن مهدي العنزي أنه في صباح يوم الأربعاء ١٨/ ١١ / ١٤٣٦ هـ تبلغت شرطة محافظة طريف عن تعرض مواطن في بداية العقد السابع وزوجته في العقد الخامس للاعتداء بالطعن بآلة حادة مما أدى إلى وفاتهما وإصابة ابنهما البالغ من العمر ١٥ عاما وابنتهما البالغة من العمر ٢٣ عاما بإصابات نوما على إثرها في مستشفى محافظة طريف العام .

وبعد الانتقال الى مكان الجريمة وهو منزل العائلة واتخاذ الإجراءات الاستدلالية أشارت المعلومات الأولية إلى أن المتهم بارتكاب هذه الجريمة هو ابنهما البالغ من العمر ٢٠عاما الذي هرب بعد ارتكاب جريمته وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للبحث والتحري عن المتهم الهارب بإقامة مراكز الضبط الأمني ونشر الدوريات الثابتة والمتحركة الرسمية والسرية وتمكنت شرطة محافظة طريف من القبض على المتهم بعد محاولته تجاوز إحدى نقاط التفتيش .

20 جريمة

وخلال الأعوام الأخيرة وقعت حوالي 20 جريمة من هذا النوع ، تمثلت في قتل الأمهات والأباء، والأشقاء، وتطور الأمر إلى حرق الجثث بعد القتل.

ومن بين جرائم قتل الأمهات التي هزت المجتمع، إقدام إبن على قتل والدته وحرق جثتها خلال العام 2005 بمنطقة الباحة، حيث كان الجاني ماجد الغامدي والذي نفذ فيه حكم الإعدام يبلغ من العمر وقتها “34 عاماً” بينما تبلغ والدته “80 عاماً”، ومن فظاعة قلبه أنه قطع رقبتها بآلة حادة وضربها على رأسها بالحجارة حتى فارقت الحياة ومن ثم حملها في سيارته “الكابرس” التي اشترتها له ورماها في أحد الحصون على طريق الباحة – الطائف واشعل النيران في جثتها.

وتكرر نفس المشهد في شهر يناير من العام الماضي بالطائف، عندما سكب شاب البنزين على والدته الستينية وأشعل فيها النار داخل المنزل دون رحمة ، ومن ثم ولى هارباً تاركاً النار تلتهمها .

وفي مشهد مماثل بالطائف نفسها أقدم شاب “19 عاماً” على طعن والدته “40 عاماً” بسكين ومن ثم هرب لتتوفى لاحقاً جراء ما تعرضت له.

وشهدت جدة جريمة كبيرة من هذا النوع خلال شهر مايو من العام الماضي، عندما أقدم عشريني على قتل والدته الخمسينية بحي البلد ، ثم أغلق عليها الباب وهي مضرجة في دمائها، وأحرم، وتوجه لأداء العمرة .

أما جرائم قتل الأباء فقد تصدرتها الطائف، حيث شهدت عام 2007، قيام رجل امن “28 عاماً” بقتل والده من خلال ضربه بمؤخرة السلاح في رأسه وإطلاق النار عليه، وفعل نفس الشي بشقيقتيه، وفي اغسطس من العام الماضي تكرر نفس المشهد عندما أطلق نواف العتيبي “نفذ فيه الإعدام” النار على والده بالطائف وأرداه قتيلاً .

وفي يوليو من العام الماضي واثناء إفطار الصائمين ضرب ابن في العقد الثاني من العمر أباه الستيني بطفاية على رأسه عدة مرات، وتركه غارقاً في دمائه ، ثم سحب المكيف المركزي على الأرض، وأحدث تماساً كهربائياً لكي تُشعل النار ويخفي جريمته.

وفي الشهر نفسه قتل مطلوب أمني والده، بعد محاصرته من قبل رجال الأمن بمنزله في منطقة خميس مشيط، معتقداً بأنه بلغ الشرطة عنه.

.وخلال شهر يناير من العام الماضي لقى عقيد يعمل في القطاع العسكري مصرعه على يد ابنه عندما أطلق عليه النار وأرداه قتيلا ثم اشعل النار في الغرفة المتواجد فيها لإخفاء الجريمة.

وإلى الآن تتضارب التفسيرات في انتشار مثل هذه الجرائم فهل المخدرات هي التي  أذهبت بعقولهم وجعلتهم يتجردون من كل مشاعرهم ويقتلون أقرب الأقربين بدم بارد، أم الإرهاب الداعشي الذي تسرب إلى عقول البعض فجعلهم آلة للقتل.