انتشرت في جميع أجزاء الجسم أورام خبيثة لم يلق لها صاحب الجسم المديد والبنية الرياضية بالا،كان يمارس حياته المعتادة،ينافس رياضيا،ويتسابق اجتماعيا،ويبذل اقتصاديا،يتنفس ،ويجري هنا وهناك،وفجأة لم يعد الورم داخليا،بل تجاوز للطفح خارجيا وأخذ يتغلغل في مفاصل اليدين والقدمين،وحول العنق ،حبيبات تتدلى ماتلبث أن تنفجر محرقة ماحولها،ومحولة الجزء المحيط بها إلى كتلة من الحروق،تعبث بالخلايا وتفتك بالأوردة،وتمزق نسيج الجسد الذي أخذ يئن، لم تعد تنفع المسكنات ولا باقي الأدوية بما فيها العلاج الكيميائي المهيب،وبرغم شدةالألم كان القلب نابضا بالحركة محافظا على معدل نبضاته دون تأثر،بل إنه لقوته ما انفك ينشئ ما يشبه الشبكات المحيطة بهذه الأورام والطفوحات الجلدية ،ويحاصرها دون مهاجمة،ويبذل جهودا مضاعفة لإبقاء الجسم على قيد الحياة لا يبالي بالسموم ولا يهتم إلا بما يصلح ولا يفسد،ويقدم في هذا الخصوص بطينه وأذينه فداء لبقية أعضاء الجسد الواحد الذي أخذت حرارته في الارتفاع ، وأطرافه في الارتعاش،وصمد الفؤاد وصمد حتى وصلت الحال إلى وجوب التدخل الجراحي، فماذا حدث؟

وجد (الاستشاري) المعالج أن(رأس) هذا المريض تعاني من (صداع نصفي) قاتل،يعاود التكرار في كل عام لمدة(شهرأوشهرين) يحيل الرأس إلى مرجل من النار يتطاير معها الشعر،ولا تجدي الكمادات والمضادات الحيوية نفعا،وقد يصل الأمرإلى حفر القبر وتجهيز الإسعاف لنقل المريض إلى الآخرة واستمر الأمر هكذا منذ(٤٠ )سنة تقريبا،حتى هيأ الله لهذا الجسد استشاريا متمكنا بصحبة مجموعة من الأطباء المهرة الذين تمرسوا برعايته بعدالله على استخدام أدوات الجراحة الدقيقة،واستئصال الأورام بمجرد إشارة واحدة،وبدون أعراض جانبية تذكر،فتوقف الصداع هذه السنة بالذات وارتاحت أطراف الجسد المنهوك من العلاجات،وانتعشت قليلا،بل وأصبحت تتحرك بخفةغير معهودة،ومع هذا واصل المعالج عمله في همة ونشاط مع طاقمه المخلص،فاستأصلوا عدة أورام خبيثة وأبدلوها بعون الله بأخرى حميدة،فعادت الحياة تدريجيا للجسد المثخن وأخذ المريض المسجى هذه الأيام في التعافي مرددا التهليل والتكبير بحرية وراحة،ذاك المريض هو(عالمنا العربي) وذاك الرأس هو موسم (الحج) السنوي،وذلك المعالج هو:سيدي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وطاقمه:ولي عهديه ومساعدوهما وحكومتهما،ورجال أمننا البواسل، وأفرادجيشنا وحرسنا الأشاوس،وحلفائنا المخلصين – يرعاهم الله جميعا-وذلك القلب هو:سعوديتنا الغراء،فمع عودةكل عيد وهؤلاء وأنتم ونحن وعامةالأمة في أمن ورخاءورغد وسؤدد،بدون صداع صفوي في الحج ولا أورام فارسية في الوطن،والله نسأل لقيادتنا ووطننا وأمتنا عاجل النصر،وواسع الفضل ومحالفة التوفيق وهو تعالى المستعان.