لا يمكن ان ينسى المسلمين عبر شاشات التلفزيون بالصوت والصورة تلك الأعمال الغوغائية التي كان يقوم بها “الحجاج الإيرانيين ” في مواسم الحج من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المحلات والسيارات في الأماكن المقدسة وسد الطرقات وتعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم وخلق الفوضى بين ضيوف الرحمن. وسقوط عدد من الحجاج خاصة من النساء والاطفال وكبار السن تحت أقدام اولئك المرتزقة وهم يرفعون شعارات وصور الثورة الخومينية .

‏ولا يمكن أن ننسى عام 1406هـ عندما كشف موظفو الأمن والجمارك السعوديون 51 كغم من مادة C4 شديدة الانفجار دستها المخابرات الإيرانية في حقائب الحجاج الإيرانيين لاستخدامها في تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقد أثبتت التحقيقات تورط السلطات الإيرانية في هذا العمل الإجرامي القبيح وتم بثه للعالم الإسلامي كله .
‏فالنظام الخوميني في طهران دأب على استغلال مناسبة الحج في كل عام لإبراز دعوتهم وثورتهم ومبادئهم الفاسدة وتصديرها في أعظم اجتماع للمسلمين ، وابتدع الخوميني لأتباعه ما يسمى بـ(مظاهرة البراءة) التي يقوم بها الحجاج الإيرانيين أثناء موسم الحج كنوع من أنواع الدعاية الكاذبة لاستقطاب عامة المسلمين لمذهبهم وعقيدتهم .
‏ وقد حرصت المملكة في بادئ الأمر عن التغاضي عن مثل هذه المظاهرات وهذه التصرفات الغوغائية من باب تأليف النفوس وتحسين العلاقات أملًا في كف الخوميني وزبانيته عن غلوهم وطموحاتهم الفاسدة.

لكن النظام الإيراني لم يدرك هذا الأمر وواصل الإرهاب من خلال القيام بسلسلة من الأعمال الإجرامية التي تقوم بها عصاباته في كل موسم حج والتي يتم تدريبها في معسكرات تابعة للحرس الجمهوري الإيراني , ويشرف عليها كبار المسؤولين الإيرانيين, بل عمد النظام الإيراني الى اختلاق الأزمات قبل كل موسم حج من كل عام في مسعى منه لاستغلال تلك الأحداث لأغراض سياسية وأيديولوجية واتهام المملكة بالتقصير والفشل في إدارة ورعاية الحج وضيوف الرحمن. وتحقيق أمنية قديمة لديهم بتدويل الحرمين الشريفين وخروجهما عن السيطرة السعودية وإدارتهما عن طريق لجان دولية يكون لإيران فيها نصيب أكبر حسب ما يتطلع اليه زعماء طهران .

‏ولهذا جاء قرار المملكة الحازم والمبنى على الحرص على سلامة الحجيج بمنع تلك المظاهرات والمسيرات الصاخبة أو ما يسميها خامنئي “إظهار البراءة من المشركين” منعاً للفوضى والاعتداءات والتدافع وإنطلاقًا من واجبات المملكة ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام . ومنع المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس فريضة الحج . مما أدى الى ان تقوم السلطات الإيرانية بمنع حجاجها من أداء فريضة الحج لهذا العام والذي اعتقد ان السلطات الإيرانية ستجد نفسها في موقف أكثر حرجًا بعد هذه الخطوة الغير مسؤولة ؛ لأن الشعب الإيراني سيدرك يوما بعد يوم أن المنع لم يكن من الجانب السعودي كما يزعم النظام، خاصة مع وصول بعض الحجاج الإيرانيين من دول أخرى إلى المملكة واستقبالهم كبقية الحجاج من الجنسيات الأخرى بكل حفاوة وترحيب دون تميز لأحد. فالمملكة تبذل كل هذه الجهود الجبارة في خدمة حجاج بيت الله الحرام لا تنتظر في ذلك الشكر والثناء من أحد فهي مؤمنة بواجبها وتقوم به مرضاة لله سبحانه وتعالى، ولن يقبل أي مسلم أن يتم التشكيك في جهودها العظيمة أو في استعدادها الدائم لاستقبال ضيوف الرحمن من كل الجنسيات وتوفير كل سبل الراحة والأمن والأمان لهم.