ستظل المملكة حاملة لواء الإسلام رغم أنف الحاقدين، وستبقى بلاد الحرمين الشريفين شامخة شموخ الجبال الرواسي لا ينال منها شيء وتتتقزم القامات بجوارها حتى وإن ظنت فئران إيران وأذنابها أن لهم صوت ينبح في البرية، اعتقاداً منهم أنهم قادرون على هز الجبل ببضع جمرات خبيثة يلقونها هنا وهناك عبر إعلامهم الفاسد ورسائلهم المسمومة التي تهدف إلى الطعن في موسم الحج، وهو الموسم الأكثر قداسة، حيث يأتي فيه المسلمون من كل فج عميق إلى بلاد الحرمين لأداء فريضة الله عليهم آمنين مطمئنين أنهم سيلقون كل الرعاية وسيحظون باعلى درجات الآمان في بلاد الأمن.
ولعل الاستعراض الذي قدمته القوات الأمنية المشاركة في تأمين موسم الحج لهذا العام، يؤكد هذا الكلام، ويدعمه حجم الاستعدادات الأمنية من قبل رجال المملكة البواسل الذين يصلون الليل بالنهار من أجل تقديم كافة الخدمات المتاحة لضيوف الرحمن، وهم في ذلك يدركون أن خدمة الحجيج شرف لا يدانيه شرف غير عابئين بالدعوات المغرضة والألسنة المسمومة من السائرين في ركاب دولة الراوفض.
ما يزيد من الاطمئنان في قلوب الحجاج، ما شهدته الاحتفالات من مشاركة طائرات عسكرية وطائرات إغاثية، حددت لها أماكن خاصة في المشاعر، حتى يتسنى لها المرور والحركة بسهولة، بالإضافة إلى الدفاع المدني، الذي يعتبر من أقوى الأجهزة في المنطقة العربية ، ثم الهلال الأحمر السعودي.

وكانت قيادة قوات أمن الحج قد أعلنت، الأسبوع الماضي، اكتمال كل الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية التي تنفذها القوات المشاركة من الأمن العام لتسيير الحج.

ونشرت السلطات المختصة، السبت، قوات أمن إضافية في مداخل الحرم المكي لتنظيم سير حركة المرور وتدفق الحجاج الذي يزداد مع اقتراب يوم الوقوف بعرفة، في 11سبتمبر الجاري.
وجاءت كلمة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سمو الأمير محمد بن نايف، التي القاها أثناء حضوره الاستعراضات العسكرية لقوات تأمين الحج، تحمل الكثير من الدلالات والمعاني، وتؤكد حجم العناية التي توليها المملكة لضيوف الرحمن وأن كافة أجهزة الدولة مسخرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وقد ثمن سمو ولي العهد، في كلمته، مشاركة منسوبي القوات المسلحة مع رجال الأمن من القطاعات العسكرية كافة في حج هذا العام، على رغم ما يبذلونه من جهود مشرفة من خلال الدفاع عن أرض الوطن والذود عنه، والوقوف سداً منيعاً لكل محاولات التسلل أو إلحاق الضرر بوطننا الغالي.
وقال ولي العهد خلال استقباله في مكة المكرمة أول أمس لمديري وقادة القطاعات الأمنية وقيادات قوات أمن الحج: «حاولت ثني إخواننا في القوات المسلحة عن المشاركة في أعمال حج هذا العام لاحتياج إخوانهم في الحد الجنوبي لهم، إلا أنهم أصروا على المشاركة استمراراً لنهجهم في المشاركة كل عام، وقالوا إن المشاركة شرف لا بد أن نؤديه».
وأكد أن هذا الموقف المشرف من منسوبي القوات المسلحة محل تقدير شخصياً، ونوه خلال الاستقبال بما سطره الجنود الأبطال من تضحيات ودحر للمعتدين، سائلاً الله لهم النصر والتمكين وللشهداء الرحمة والمغفرة.
ولفت إلى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على تقديم كل ما يمكن من جهود لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين. وحث مديري وقادة القطاعات الأمنية والمشاركين من جميع القطاعات الحكومية الأخرى القائمة على شؤون الحج على بذل المزيد من الجهود لخدمة ضيوف الرحمن، حتى يتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.