روح رجل في جسد وردة، حبر قرار في بياض جرأة، تتصدر المواقع بغض النظر عن الحضور، مصدر دفء ولين وحنان وقوة ونور، إن حضرت بهرت، وإن غابت أثرت ،نخوتها من هامة أبيها،ورفعة شأنها من فخر ذويها، أول ما رأت في حياتها الجبال وآخر من عرفت الرجال، وأحد ثيابها الجمال، هي أنثى تحرك كرسي القيادة فتدور به وليس هو من يدور، حياتها أمل لا ينتهي، وهمها عمل بالإنجاز يزدهي، لم تحسب السنين حتى مشط الشيب مفرقها، ولم تعر صحتها اهتماما حتى خضب الألم بنانها،عاشت تدفع هما، تنشئ رقما، داست الدسائس برجليها، وهدمت المتاريس بيديها، ومضت بنتا وأختا وأما وزوجة وحدها في المقدمة التي ولدت من أجلها،ونمت في ظلها،وقاست الأمرين في سبيلها، لا تلين من التهديد،ولا تتوقف عند الوعيد، لم تنقص بل تزيد، فاحتار القوم فيها نسمة تفل الحديد، وبسمة ترسم الصبح الجديد لحواء في قطاع احتكر الرجال إيقونات مكوناته، تبوأت إدارة مكتب تعليم البنات في عهد كانت مدارس محافظة ( الداير) وما يتبعها على عدد أصابع يديها، وطالباتها بالعشرات، فلما حدثتها نفسها بالتقاط الأنفاس،نادتها( ٥٧ ) مدرسة و(آلاف ) الطالبات،حضرت هنا،وأنشأت هناك، وعادت من هنالك، وأرسلت( تي) واستقبلت (تيك) وودعت (تلك)،رافقت ضيفات وزارتها ومندوبات إدارتها، ومولت المعارض وأقامت الحفلات والمناسبات التي تخدم بناتها بالجهة ومن (جيبها) الخاص وعلى حسابها، نثرت درر ربات الحجال فوق اليبس والرمال، فوجدنا المعلمة والطبيبة والممرضة والصيدلانية وربة العمل الماهرة عبر رحلة لجوهرتنا تزيد على العقدين امتزجت بدم وعرق التضحيات الجمة ماليا وصحيا واجتماعيا، وانتهت بالمرض وفراق نورالعين.

وحدها لا تسأل :
_ أنى لك هذا ؟

بل: من جنى عليك بكل هذا ؟

وحتما سيحول الدمع، وبحة الصوت عن الكلام، وستشرق أشعة الصباح كاشفة الأعمال الجليلة للمعلمة والقائدة والمديرة الجديرة،عاشقة السهل والجبل وردة الصبح فلة المساء:
خيرة بنت عبدالله القزيز، و سيوشوش عصفور الحقيقة في بلورات أطياف الخيال قائلا لها: شكرا من قلب الزمان والمكان ،وإن للمجد بقية أيتها السيدةالفاضلة.