غارق في نومه، الساعة تشير إلى الثالثة فجراً، يستيقظ ولكن على ماذا ؟! على نداء هاتفه الجوال!! الوقت، والحالة التي كان عليها لم يسعفانه في النظر في هوية المتصل على شاشة الجوال..
– ألو ..  نعم .
– أبو محمد : بصوت الغضبان .. نعم وصلت .
– أبو محمد .. معك الشرطة، ياليت تشرفنا في القسم!!
– هاه!! سلامات ( وش فيه ) كل خير، لاتفزع وأيضا لاتتأخر !!

أبو محمد هب من فراشه، نحو ملابسه يلبس بعضها، والبعض الآخر يحاول لبسه في الطريق، يخرج من البيت مهرولا نحو السيارة، ياه ياه نسيت المفتاح !! ليس هذا وقته.

يتجاوز السيارات، يقطع الإشارات، كل هذا خطأ وهالك، لكن لحُسن الحظ لم يعترضه أحد، فالسيارات في هذا الوقت أقل زحاما..

يدخل القسم يسأل كل من يلقاه، والكل يشير له أن يذهب لقسم التحقيق، يصل وقلبه يخفق، ولم يبق من ريقه شيئاً..

– أنا أبو محمد .. اتصلتم عليّ، ولا أعلم ما الذي تزيدونه!!
– أبو محمد .. لو سمحت ممكن تجلس! وهو كذلك.
– أبو محمد .. أنت معلم، أليس كذلك؟! بلى.
– أنت مربي أجيال، وقدوة في نظر الكثير!
– هل تعرف هذا الواقف بجانبك؟!
– ينظر إليه، فإذا هو واضع بصره إلى الأرض، كأنه قد( تسمّر )، هاه!! يدقق فيه، إنه ولدي محمد، ما الذي أتى بك إلى هنا !

– يا أبا محمد، هذا ابنك، وجدوه رجالنا في وقت متأخر من الليل وقد تسلق سور أحد المنازل، وبيده …..!!
– ابني خمسة عشر عاماً يفعل هذا !! مستحيل !!
– ابنك هذا، قبضنا عليه وهو يتعاطى الحشيش على السور، ويحاول السطو على المنزل، وكل هذا موثق، واعلم أن هناك قضايا مشابهة ابنك أعترف بها!!!

أجلس يامحمد، وأخبر أباك ما الذي دفعك للقيام بمثل هذه الأمور؟!

محمد يتحدث .. قبل ثلاث سنوات تقريباً وعمري 12 سنة، أدمنت مشاهدة أفلام ( الأكشن )، فكنت في غرفتي الخاصة أمكث ربع الليل أشاهدها ؛ حتى أصبحت في فترة أمكث أغلب الليل كله دون معرفة أحد بأمري وسهري ، كانت تستهويني حركات الأبطال وطريقة سطوهم، كنت أشاهدهم غالباً قبل السطو يتعاطون الحشيش والمسكرات ، فمن هنا حاولت محاكاتهم.

كفكف الأب دموعه وقال : يابني، الحشيش وكل السموم لاتصنع الأساطير، يابني، لم يتعاطَ هذه السموم أحد إلا دمرته، وأصبح جسما بلا روح و لاعقل، يابني، أما ترى الكثير من الذين كانوا يُشار لهم بالبنان الآن في مهب الريح بسبب تعاطيهم للسموم ، يابني، لا تقتلتني بلا سيف ولا رصاصة، فإني أرى فيك الأمل الواعد.
يابني، الخطأ كان مني لم أحسن تربيتك، يابني، أما آن لتلك القنوات أن تكف أذاها، أو أقل تقدير تحذف المشاهد التي تعلم النشء الخطأ.

خارج النص :

متى يبلغ البنيان يوما تمامه .. . .. إذا كنت تبني وغيرك يهدم