هناك أمور تمر على مجتمعنا، تكون بداياتها طبيعية، لا يلتفت إليها أحد، ومع مرور الوقت تصبح علامة بارزة، وتحوز اهتمام شريحة من الناس إلى أن تتحول من عادات وتقاليد إلى عبادات، وتدخل في الدين. ومنها علامات كثيرة تحولت مع مرور الزمن إلى علامة فارقة في مجتمعنا مَن ينتهكها كأنه ارتكب حماقة.
أخي القارئ ، لك أن تحكم وترى وتشاهد وتعيد بنظرك وعقلك ، وأن تعود إلى الخلف سنوات عدة ؛ لترى كم هي من الأمور التي تحولت من عادات ورموز عادية ، بل مظاهر عادية جدًّا ، إلى رموز وشعارات يتمسك بها البعض، وكأنها تنزيل من السماء ، وربما يقولون إنها من علامات التدين ، وما أنزل الله بها من سلطان ، ولكن البحث عن التميز في الشكل ، بغض النظر عن المضمون الذي ربما يحكم عليه حكم أبو حنيفة ..!
” العقال إحدى أهم العلامات التي تحاول بعض الجماعات جعله من العلامات التي تميزهم عن غيرهم ، وعدم لبس العقال يدل على التدين ، وأصبحت ظاهرة لم تكن موجودة سابقًا ، بل كان المشايخ والأئمة ممن سبقوا يلبسون العمة وعصابة الرأس ، وما خالفوا الشرع ، ولا خالفوا العادات ولا التقاليد ، ولم يكن لهم تمييز عن غيرهم من أفراد المجتمع ، وكانوا مميزين بعلمهم، وتقواهم ، وتواضعهم ، وحسن أدبهم ، وجم أخلاقهم ، وكان الزهد أحد أهم ما يميزهم .. عكس الجيل عكس الجيل الحالي الذي ميز نفسه عن غيره بشماغ مكوي منشأ طويل المرزام بدون عقال واهتمام بالمظهر بشكل كبير والغريب أن عدم لبس العقال أصبح علامة مميزة أو ماركة مسجلة لهم والمضحك أن أحدهم أو الغالبية منهم يلبسون العقال ، وعندما تطوعوا أو التزموا كما يقول العامة أطاحوا من رؤوسهم العقال ، وكأنهم يعيدون ترتيب دينهم فهل ما يفعلونه بدعة ابتدعوها لأنفسهم أم عادة جرت من الآباء والأجداد.

كثير من الأشخاص عندما يتعين إمام لمسجد ما ينزع العقال من رأسه بالرغم من أنه يلبسه بشكل يومي ولكن بحكم الإمامة مطى عنه هذا العقال (الخبيث) الذي قد يكون سبب رئيسي في منعه من الإمامة بالمصلين مما يجعلنا نفكر ونطرح التساؤلات ..
هل هناك حكم بذلك؟؟
هل العقال بدعة؟؟
هل العقال من مظاهر الترف وعدم الزهد؟؟
هل من علامات التدين أن لا تلبس فوق رأسك العقال؟؟

فهل نرى لديهم الاهتمام بالمضمون أكثر من الشكل فالدين ليس بالمظهر فقط.