أخذ التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية منحى جديدا، واشتعلت خلال الأيام الماضية مواجهات بحرية من خلال زوارق الحرس الثوري الإيرانى التي تعرضت لسفن أمريكية في مياه الخليج العربى وتحديدا في مضيق هرمز.

التوتر الطارئ يحمل في طياته أسرارا خفية على صعيد العلاقات بين واشنطن وطهران، خاصة أنه خلال الفترة الأشهر الماضية انتقلت هذه العلاقات من العداء في العلن إلى الغرام في السر، عقب توقيع الاتفاق النووي الإيرانى، وتزامن مع الإعلان عن الاتفاق الكشف عن رسالة سرية بعث بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامنئي، تحمل عبارت الود ومستقبل يحمل في رحمه ميلاد تحالف جديد.

وقال الصحفي المصري المتخصص في الشئون الدولية، مصطفى بركات في مقال له نشرته صحيفة “فيتو” :”خلال الأيام الماضية ومع تراجع واشنطن عن رفع العقوبات المفروض على إيران، والتلويح بإمكانية تراجع الرئيس القادم خلفا بـ”أوباما” عن الاتفاقية.. عادت مؤشرات الحرب وفرض العضلات بين الطرفين في مياه الخليج، وبدأت الزوارق الإيرانية في التحرش العلنى بالسفن الأمريكية ما دفع الأخيرة إلى إطلاق 3 طلقات تحذيرية لإبعادها.

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن تصرفات الزوارق الإيرانية في العديد من المواجهات مع سفن حربية أمريكية في مياه الخليج العربي هذا الأسبوع، تدعو للقلق وتزيد خطر حدوث حسابات خاطئة.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في بيان صحفي أن “نوايا الزوارق الإيرانية في تلك الوقائع ليست واضحة، لكن السلوك غير مقبول”.

وقال إنه في مساحة ضيقة مثل مضيق هرمز تزيد الأخطار المصاحبة لاحتمال حدوث حسابات خاطئة، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.

وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض من أن تحرك الزوارق الإيرانية في مياه الخليج العربي “يزيد من خطر الصدام ويدعو للقلق”.
قال وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، اليوم الخميس إن الزوارق الحربية الإيرانية المتهمة باعتراض مدمرة أمريكية كانت تقوم بمهمتها، وإن طهران ستواجه أي سفينة أمريكية تدخل مياهها.

ومضيق هرمز هو المعبر المائي الوحيد الذي يصل بين الخليج العربى والمحيط الهندي، وهو معبر يكتسي أهمية إستراتيجية كبيرة. ووفقا لإحصاءات الهيئة الأمريكية لمعلومات الطاقة، فإن مضيق هرمز يؤمن عبور قرابة 40% من صادرات الطاقة العالمية، بمعدل مرور ناقلة نفط واحدة في كل 5 دقائق.

وفي حال أغلقت إيران مضيق هرمز فلن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط فحسب، بل سيقطع العصب الأكبر للاقتصاد العالمي، وهذا سيمثل صدمة لايمكن تقديرها بالنسبة لأوروبا وأمريكا.

إغلاق مضيق هرمز له تأثيرات كبيرة أيضا على الدول المنتجة للنفط والواقعة على ضفاف الخليج العربي. ورغم أن السعودية والإمارات قد نجحتا في توصيل أنابيب لنقل النفط بعيدا عن مضيق هرمز، في محاولة لتقليص التأثير الإيراني على سوق النفط الخام، لكن قدرات هذه الأنابيب على نقل النفط تبقى محدودة، ولايزال الجزء الأكبر من نفط الدول الخليجية المنتجة يمر عبر مضيق هرمز.

وتعتبر أمريكا أن تواجدها العسكري في المضيق صمام أمان تحسبا لعصبية إيرانية تدفعها إلى غلق المضيق، في ظل توطيد العلاقات مع روسيا وبرزو تحالف سياسي وعسكري بين الطرفين خلقته أزمة سوريا.