عادت الإدارة الأميركية لتقر وللمرة الأولى علنًا بعد أسبوعين من إصرارها على النفي، بأنها سلمت 400 مليون دولار نقدًا إلى إيران بمقتضى تسوية قضائية “فقط عندما تأكدت أن 5 سجناء أميركيين أطلق سراحهم.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة سلمت إيران 400 مليون دولار في شهر يناير 2016، بالتزامن مع دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ وإطلاق طهران سراح مواطنيها المحتجزين لديها.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، يوم الخميس: “دفعنا 400 مليون دولار لإيران في إطار الاتفاقات المحققة”. وأكد المتحدث أن الولايات المتحدة ماطلت في دفع ذلك المبلغ “خشية أن ترفض إيران المبادلة”.
وأكد كيربي، أن السلطات الأميركية تفاوضت مع إيران بشكل منفصل بشأن إجراءات الإفراج عن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في إيران، لكنه أضاف أن المبلغ المالي لم يدفع إلى إيران حتى التأكد من أن الأميركيين غادروا إيران.

وأقر الناطق أن المبلغ جزء من صفقة شراء معدات عسكرية أميركية كانت إيران في عهد الشاه قد أبرمتها مع واشنطن خلال السبعينيات من القرن العشرين لكنها لم تكتمل آنذاك.
وأفرج عن خمسة أميركيين في شهر يناير كانوا محتجزين في إيران مقابل سبعة إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة.

وتم تحويل المبلغ إلى إيران في ظل رفع الولايات المتحدة العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على إيران، في إطار الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم معها.

وتسبب توقيت تحويل المبلغ إلى إيران عاصفة من الانتقاد من قبل الجمهوريين الذين اتهموا إدارة الرئيس باراك أوباما بأنها متورطة في سياسة المقايضة مع إيران.

ومن جانبها نفت إدارة أوباما المزاعم التي تفيد بأنها دفعت فدية إلى إيران، مضيفة أن المبلغ المالي هو جزء من نزاع مالي طويل الأمد تبلغ قيمته 1.7 مليار دولار مع إيران قبل الثورة الإسلامية في عام 1979.

وقال البيت الأبيض في 17 يناير عن الإفراج عن 400 مليون دولار من أموال مجمدة منذ 1981، إضافة إلى فوائد بقيمة 1.3 مليار دولار مستحقة لإيران في إطار تسوية لمطالبات ايرانية قائمة منذ وقت طويل في محكمة الدعاوى الإيرانية – الأميركية في لاهاي.

وحرصت الإدارة الأميركية على القول إن المفاوضات بشأن الأموال والسجناء أجريت في مسارين منفصلين، ولم تكن بينهما أية صلة.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن تسليم المبلغ المذكور إلى إيران كان رهنًا بمغادرة طائرة المفرج عنهم إيران. واضافت أن السلطات الأميركية أرسلت سرًا طائرة إلى إيران لنقل مبلغ 400 مليون دولار في يناير الماضي.