اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن استخدام القوات الروسية للقواعد العسكرية الإيرانية في مدينة همدان في الحرب بسوريا، سيحد كثيراً من الخيارات الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن هذا القرار الذي أُعلن أمس سيؤدي بالفعل إلى زيادة القوة النارية الروسية بسوريا، رغم أن هناك قاعدة عسكرية لها بسوريا، حيث إن القاعدة الإيرانية ستمنح سلاح الجو الروسي استخدام أسلحة وقاذفات عملاقة، ما كان لها أن تستخدم في سوريا لولا تلك القواعد.
ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، تسمح إيران بوجود عسكري أجنبي على أراضيها، وذلك عقب السماح لقاذفات روسية عملاقة باستخدام القواعد العسكرية الإيرانية في قصف سوريا، وهو قرار رأت فيه صحيفة نيويورك تايمز أنه “تاريخي”، لم يقدم على فعل مثله شاه إيران الذي قامت عليه ثورة 1979 بحجة ولائه لأمريكا.
وأضافت الصحيفة، أنه حتى في عهد الشاه، الحليف الأبرز لأمريكا، فإن الولايات المتحدة لم يكن لها قواعد عسكرية بإيران، وإنما مستشارون وخبراء عسكريون.
ويسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توسيع تحالفه العسكري الداعم لسوريا، خاصة في أعقاب تحسن علاقات موسكو مع أنقرة، وبحسب الصحيفة فإنه لا يعلم حتى الساعة هل هذا الوجود العسكري الروسي في إيران دائم أو مؤقت.
ويقول أندريه كارتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لمهاجمة سوريا سيعزز من موقفها في المفاوضات مع الغرب بشأن ملف سوريا وملفات أخرى، مشيراً إلى أن روسيا تسعى لتشكيل ائتلاف مع إيران يتجاوز التعاون الحالي بشأن سوريا.
وأضافت الصحيفة أن موقف النظام السوري عقب الإعلان الروسي باستخدام القواعد الإيرانية، سيتعزز أكثر، رغم أن قواته تبعثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث ترى الصحيفة أن دخول روسيا بثقلها الكبير في الحرب السورية سيؤدي إلى الحد من الخيارات الأمريكية، فمن الآن وصاعداً صار على الولايات المتحدة أن تنسق أي عملية جوية في سوريا مع روسيا؛ لتجنب أي صدام جوي.
ويرى كليف كويشان، المتخصص بمجموعة أوراسيا في مؤسسة تحليل السياسة، ومقرها واشنطن، أن الاتفاق الأخير بين روسيا وإيران يشير بوضوح إلى اتفاق كبير على بقاء الأسد، مبيناً أن روسيا لم تكن داعمة بشكل مطلق لبقاء الأسد، على عكس الإيرانيين، ولكن الآن يبدو أن روسيا انتقلت إلى ضفة إيران في دعمها بقاء الأسد رئيساً لسوريا.

 

21

 

212

214

215