عادت قضية السائق الفلبيني المتهور الذي قاد حافلة بطريق الحرمين بجدة، عاكساً السير، ما أدى لمقتل أربعة بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، منذ ثماني سنوات إلى الظهور مرةأخرى وذلك بعد نقض المحكمة العليا للقضية وإحالتها لدائرة قضائية بجدة التي بدورها أجّلتها إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى.

 

وترجع وقائع القضية إلى 13 ذي القعدة عام 1429هـ، عندما استولى السائق “ريغو” على حافلة بالقوة مستغلاً نزول سائقها لأداء صلاة الفجر، وقادها وسار عكس الاتجاه في طريق الحرمين متجاوزاً عدداً من الإشارات المرورية، وصادماً سيارة تقل مواطنة وابنها وابنتها، بالإضافة إلى شخص رابع كان على متن الحافلة وقفز منها محاولاً الفرار هلعاً من الموقف.

 

وعقب القبض على السائق وتوقيفه بمركز الشرطة المختص، تم إحالة القضية إلى المحكمة العامة التي أصدرت حكماً بقتل السائق تعزيراً، وصادقت محكمة الاستئناف على الحكم، وتم رفعه إلى المحكمة العليا، التي بدورها قررت نقض الحكم وإعادته إلى دائرة قضائية جديدة.

 

من جانبه، قال جندي بالدوريات الأمنية شهد الواقعة ونجح في السيطرة على السائق والقبض عليه، في شهادته أمام المحكمة، إنه تلقى الأوامر في ذلك اليوم بالنزول وملاحقة السائق، وبالفعل نزل من جسر التحلية باتجاه الشمال، ووجد السائق عاكساً السير باتجاه الجنوب، فلاحقه بالدورية، وحاول استيقافه باستخدام المنبهات الصوتية.

 

وأضاف الجندي أن السائق الفلبيني واصل حينذاك السير واتخذ المسار الأوسط بالطريق، فصدم سيارة تقل امرأتين وشاباً، وبعد توقفه لاذ بالفرار على قدميه، فقام بملاحقته، فحاول السائق تهديده بسكين، غير أنه تمكن من السيطرة عليه وتقييده وحمله إلى الدورية.

 

بدوره، أكد المواطن محمد عايض القرني عائل الأسرة التي راحت ضحية الحادث، أنه ينتظر تنفيذ حكم القتل في السائق الذي أفجعهم بالتسبب في وفاة زوجته وابنه وابنته.

 

وكشف أن الأقدار الإلهية أنقذت ابنه “إبراهيم” من مصير أمه وأخيه وأخته، حيث رفض الأب ذهابه معهم خشية أن يصيبه مكروه نظراً لصغر سنّه وقتذاك، وقرر إبقاءه معه في قريته بمحافظة بلقرن، مشيراً إلى أن إبراهيم تخرج مؤخراً في الثانوية العامة، ويحلم بتحقيق أمنية والدته الراحلة بالالتحاق بالحرس الوطني.