لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتعارف على آخرين من شتى أنحاء العالم؛ بل أصبحت عالماً قائماً يحول الحياة الواقعية إلى افتراضية يعيش فيها آخرون يختارهم المستخدم بنفسه في المعتاد، وتحولت أدوات السوشيال ميديا إلى أدوات للكسب والتربح من خلال الإعلانات التي يتم بثها عبر العديد من الحسابات التي تحظى بآلاف المتابعين، وتزيد القيمة المادية التي قد يحصل عليها المستخدم كلما زاد حجم متابعيسه وكلما تمكن من جذب التعليقات والتغريدات وإشارات الإعجاب على منشوراته.

ويؤكد خبراء السوشيال ميديا أن أي مستخدم يمكنه أن يتربح من وسائل التواصل ويحقق مبالغ مالية طائلة بجهد بسيط؛ ولكن عليه احتراف التعامل مع وسائل التواصل والمتابعين لحسابه، وربما يستطيع مثل هذا المستخدم أن يتحول إلى عنصر مؤثر في توجهات الرأي العام إذا استطاع اكتساب ثقة متابعيه، ويلفت الخبراء إلى أن الشعب السعودي واحد من أكثر شعوب العالم تفاعلاً من وسائل التواصل وبخاصة موقع “تويتر”، وأن أي سسعودي يمكنه في حال اتقان أدوات التواصل مع متابعيه أن يحقق أرباحاً ماديسة طائلة .

ويلخص خبراء “السوشيال ميديا ” الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق مثل تلك النتيجة في عدة خطوات بسيطة، وتتمثل أولى هذه الخطوات أن يدرك المستخدم ماذا يرغب متابعوه في معرفته أو مشاهدته، وهذا الأمر سهل تحقيقه من خلال متابعة الإحصاءات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سهلة ومنظمة وسلسة التعامل، والتي يهملها معظم مستخدمي هذه المواقع، فموقع فيسبوك وخدمته (Facebook Insights) يوفر لأصحاب الصفحات قسما خاصا للإحصاءات القيّمة والمجانية، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”تويتر” من خلال (twitter analytics)، كما أن غوغل يعرض لك صدى المحتوى الذي تقوم بنشره لدى جمهورك ومتابعيك من خلال (Google Analytics).لذلك فإن المستخدم الذي يرغب في زيادة عدد متابعيه بشكل مستمر عليه أن يحرص على مراجعة إحصاءات المحتوى، الذي ينشره، مع رصد أكثر المواضيع تفاعلاص ومشاركة من قبل الآخرين.

الخطوة الثانية أن يكون المستخدم حريص على تقديم محتوى مختلف ومميز عن المحتويات التي يعرضها لآخرون؛ لأنه يدخل في منافسة شرسة يسعى فيها كل مستخدم إلى جذب أكبر عدد من المتابعين لأطول فترة ممكنة.

الخطوة الثالثة تتمثل في تقديم الخدمات المتنوعة للمتابعين والتي يكونوا في حاجة ماسة لها، ويحدد ذلك الإطار العام للحساب الذي أنشئه المستخدم، فمثلاً لو أن المستخدم يستهدف جمهور كرة القدم فعليه أن يقدم لهذا الجمهور كافة الخدمات التي يريدها ومنها مواعيد مباريات الفرق وأبرز الأهداف وأجمل اللقطات وأبرز الأخبار وأندرها وأكثر اللقطات غرابة، وإذا كان الحساب يهدف إلى مخاطبة الجمهور بشكل عام فعلى المستخدم أن يكون أكثر حرصا في اختيار الخدمات التي يمكن أن تكون هامة بالنسبة للجميع، وهذا يتطب متابعة دقيقة لوسائل التواصل والمواقع الإخبارية لمعرفة كل ما هو جديد.

أما الخطوة الرابعة فتتمثل في نشر التفاؤل والبعد عن نشر الأفكار التشاؤمية التي من شأنها أن ينفر المتابعون من الحساب، بالإضافة إلى أن يشارك المستخدم متابعيه في أفكارهم وأحلامهم من خلال المناقشات المستمرة والتواصل الفاعل لريبط هؤلاء المتابعين بالحساب أكثر.

الخطوة الخامسة، بحسب خبراء في السوشيال ميديا تتمثل في أن يكون المستخدم أكثر إيجابية في الرد على استفسارات متابعيه، وتقديم إجابات لكل ما يرد على حسابه من تساؤلات واستيعاب اختلاف أنماط الشخصيات واختلاف الثقافات.