واقعة مقال الكاتب تركي العواد الذي حمل إساءات للمرأة السعودية، دفعت وزارة الثقافة والإعلام إلى اتخاذ قرار بإيقافه عن الكتابة، وإحالة المقال إلى اللجنة الابتدائية للنظر في المخالفة الصحافية، لم تكن الواقعة الوحيدة التي يشطح فيها كاتب سعودي ويثير حالة من الغضب الشعبي ضده، ويعبر عن تلك الحالة من مقال ” العواد” ما قاله أنس القصير المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام “إن إحالة المقال للجنة الابتدائية يأتي بسبب الشكاوى التي تلقتها الوزارة من المواطنين لما ورد فيه.”
حالات التجاوز والشطط اشترك فيها كتاب كثيرون، خلال الفترة الماضية، وترصد ” صدى” في هذا التقرير أبرز الواقع التي أثارت غضب القارئ السعودي من كتاب سعوديين، ففي وقت سابق واجه الكاتب طراد العمري مشكلة الإيقاف من قبل صحيفة ” الحياة” بسبب مقاله الذي اعتبر أنه يحمل اساءات لرجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.
وفي فبراير من العام الجاري، أثيرت ضجة كبيرة بمواقع التواصل الاجتماعي حول الكاتب قينان الغامدي من أجل إيقافه ومنعه من الكتابة والظهور في وسائل الإعلام، بسبب ما اعتبره المغردون جرأة غير معهودة في مقالات الغامدي، وكان مقاله ” الجنس والإغراء جريمة العصر في سجن سير”، واحدا من أكثر المقالات المثيرة للجدل والتي رأى متابعو الغامدي أنه تجاوز المعتاد ولامس الخطوط الحمراء .
وفي مايو من العام الماضي طالب مشايخ ودعاة وكُتَّاب سعوديون بسرعة القبض على الكاتبة “حصة آل الشيخ” ومحاكمتها محاكمة شرعية عادلة ومُعلنة لجميع وسائل الإعلام؛ بسبب ما اعتبروه تطاولا على الشرع عبر مقالها المنشور تحت عنوان: “معتقل الوفاء التراثي النسوي”، والذي وصفت فيه الشرعَ بالتراث المأفون، وتُكذِّب القرآنَ فيما يخص عدّة المرأة بعد وفاة زوجها، مصوّرة أن هذه العدّة الشرعية هي سجن تدخل فيه المرأة بذريعة عبودية الزوج، وما هو إلا تراث الكتب منذ ١٤٠٠ عام.
وشنَّ مغردون هجوماً كاسحاً على الكاتبة تحت “هاشتاق” توحدت خلفه كلُّ فئات المجتمع السعودي بضرورة محاسبة الكاتبة أشد حساب، وألا يُترك الأمر للتمادي على الأحكام الشرعية، وأنَّ المملكة هي دولة الشرع التي تُطبق ما جاء في القرآن وسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كذلك أثار مقال سابق للأكاديمية والكاتبة السعودية سعاد العريفي نشرته تحت عنوان “المراهقة والشذوذ والاختلاط”، جدلا واسعا في الأوساط السعودية، واعتبر العديد من المتابعين أن المقال يحمل دعوة للاختلاط كحل لمشكلة الشذوذ، معتبرين أن تلك رؤية مغلوطة لأن الشذوذ منتشر في الغرب رغم وجود الاختلاط والسفور أيضا.
وكانت الكاتبة سعاد العريفي قالت فى مقالها :” عند بحثي في الموضوع وجدت عددا كبيرا من الدراسات تثبت أن الإنسان قد تتغير ميوله الجنسية حسب الظروف والبيئة المحيطة. بعض المراهقين قد يجد في نفسه نوعا من الميل للجنس المماثل (شذوذ) ولكنه يختفي مع التقدم في العمر، خصوصا إذا لم يُنَمِّه بالتجربة وبممارسة الجنس الشاذ. هذا يعني أننا ربما لو تدخلنا بشكل صحيح قد ننقذ هذه الفئة المحتارة من المراهقين فلا تكون شاذة”.
وفي واقعة أخرى، اختفى حساب الكاتبة السعودية حصة آل الشيخ من موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بعد ساعات قليلة من تعرضها لهجمة من مغردي “تويتر” وعدد من المشايخ في أعقاب تغريدة نشرتها في حسابها الشخصي، قالت فيها في حديث عن الفنان محمد عبده “سبحان من أبدع صوت محمد بين البقية ما تدري لما تباشر به أذنك هل أنت تسمع الله أم الله يطربك أم أنه الله يحير عجزك بنغم أوتار أو وتر نغم”.
وأثارت تلك التغريدة غضب المغردين، الذين شنوا هجوما كبيرا على الكاتبة، وانشأوا هاشتاقا في وقتها شارك فيه مشايخ معروفون، فيما طالب البعض برفع دعوى ضد الكاتبة، والتحقيق معها، واتخاذ اللازم نتيجة ما وصف به البعض التغريدة بأنها بمنزلة “إساءة أدب مع الله”، فيما رأى بعض المشايخ أن تغريدة الكاتبة تمثل ردة وكُفْراً.
ومن جهتها بررت الكاتبة آل الشيخ- في وقت نشر التغريدة- في حسابها قبل اختفائه بقولها “أقصد هل أنت تسمع قدرة الله يحذف المضاف لمعرفته دون لفظه”. وأضافت “قصدي واضح، وفسرته، ولستم ربي لأعتذر لكم. المضاف في اللغة معروف فهو موقع إعرابي ما مصيبتكم؟! صوت الله أي صوت مخلوق به”.