روى أحد أعضاء الفريق الطبي المعالج لمريض السمنة “خالد شاعري” تفاصيل ومراحل التدخلات الطبية والجراحية، التي قام بها الفريق الطبي لإنقاص وزن شاعري من (610) إلى (89) كيلوجراماً.

وكشف أستاذ واستشاري جراحة السمنة والمناظير بجامعة الملك سعود ومدينة الملك فهد الطبية البروفيسور عائض القحطاني، أن شاعري كان يعاني منذ ولادته من زيادة إفراز الإنسولين في البنكرياس، وهو ما تسبب بهبوط في السكر لدى المواليد، وبعد عام من ولادته تم استئصال بنكرياسه وعاش حياته بشكل طبيعي.

وأشار إلى أن وزنه كان يزداد تدريجيا وقبل ثلاث سنوات من العملية أصبح طريح الفراش ولا يستطيع الحركة، وينام على سريرين لتوزيع جسمه عليهما، وكانت والدته تعتني به وتنظف جسده حتى لا تصيبه تقرحات في جلده وكان يقضي حاجته على السرير ولم يخرج من المنزل طيلة ثلاثة أعوام.

وأوضح القحطاني، وفقا لـ”اليوم”، أنه لما وجه الملك عبدالله – رحمه الله – بنقل وعلاج شاعري في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض تم تشكيل فريق طبي مكون من 30 طبيبا ومختصا لدراسة العوائق والصعوبات في نقله وعلاجه واستمر الفريق 6 أشهر في التخطيط.

وأضاف أنه بعد التخطيط وتحديد العوائق تم الاجتماع مع عدة قطاعات منها الدفاع المدني والنقل والإسعاف للتنسيق حول كيفية نقله، حيث تم جلب رافعة خاصة تابعة للدفاع المدني وهدم أحد حوائط المنزل وعمل جسر من الدور الثاني للمنزل، وتم إنزاله بطريقة معينة ونقله لطائرة خاصة تم تجهيزها لتستوعب حجمه وعند وصوله لمدينة الملك فهد الطبية وضِع على سرير خاص تم إحداث تغييرات فيه ليستوعب حجمه.

وأشار القحطاني إلى أنه وبعد وصوله إلى المدينة الطبية تم تشخيص كافة مشاكله الصحية في القلب والتنفس والجهاز الهضمي والغدد والعضلات، ثم بدأت أولى مراحل العلاج، وهي إنزال وزنه بطرق غير جراحية، وتم إنزال 170 كيلوجراما من وزنه خلال 3 أشهر، بعد ذلك تم إجراء أول عملية وكانت عبارة عن تكميم ولم تكن سهلة حيث كان حجم الكبد كبيرا جدا واستغرقت العملية ساعة كاملة.

وتابع بأن شاعري دخل فترة نقاهة بعد العملية واستمر علاجه المكثف وتأهيله حتى استطاع المشي بعد قرابة العام، وعاد بعد ذلك إلى منزله في جازان، ويبلغ وزنه الآن 89 كيلو، ويتم العمل حاليا على إعادة قوامه من خلال عمليات تجميل للجسم لإزالة الترهلات.

من جانبه ذكر الشاب خالد شاعري أنه سعيد بوصوله إلى وزن 89 كيلو بعد معاناة طويلة امتدت لسنوات وأعاقت حركته، موجها الدعاء للملك عبدالله بالرحمة والمغفرة، والشكر للفريق الطبي على ما قام به.