” قلب أبها يخفق بمواويل مسائية في شارع الفن؛ إذ يتراقص على ألحانها الورد الذي لا يجف وأنتم زواره ” ، هكذا علق الشاعر عبدالرحمن أحمد عسيري على صور جمعت شارع الفن وسجادة الزهور وسد أبها ، في إشارة للنقلة النوعية التي يشهدها مهرجان أبها يجمعنا في العام الحالي التي جعلت منه حديث المجتمع .

ثقافة الحياة ورؤية ٢٠٢٠
الكاتب الدكتور ماهر البردي يقول : ” إن أبها بكل ما حملته من بهاء نشرت ثقافة الحياة بين الصغير والكبير الذكر والأنثى ، وكم نحن بحاجة لذلك ، كم نحن بحاجة ثقافة الحياة لزرعها بين صغارنا وشبابنا ، ذلك الشباب المقبل على رؤية ٢٠٣٠ التي ستسهم ليس في بناء وتطور المملكة العربية السعودية بل الحضارة الإنسانية وها هي بوادرها الثقافية التي ستجعل من الإنسان الذي يعيش في المملكة إنسان مختلفاً ، بل مختلفا في كل شيء ثقافياً واقتصاديا واجتماعياً وفكرياً ” .
مضيفا إن الرؤية هي بناء الإنسان وبدون تغير العوامل المحيطة به إلى الأفضل لا يمكن أن تحقق الرؤية أهدافها ، مشيرا إلى أن مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير قدم عملا جبارا يحسب له.
وتابع : ” أن أي حضارة بشرية لا تقوم على ثقافة حقيقية حضارة هشة وقابلة للانهيار ، والمملكة العربية السعودية لها عمق تاريخي وثقافي وحضاري كبير ، ولا بد أن يعرفه العالم ، ولابد أيضاً أن يكون لوزارة الثقافة والإعلام دور كبير فيه خدمة هذا التراث الحضاري وإبرازه و أن يعرف العالم حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا ، وأن يعرف العالم أن الإنسان السعودي سخر كل الموارد في خدمة الثقافة ورقي الحضارة البشرية ، حيث ما زال ماء الحياة يأتي ويتدفق من عمق حضاراته ” .
وأكد أن ما حصل في أبها لا يجب أن يتوقف على تلك المدينة ، بل يجب أن ينتقل إلى كل مدن المملكة العربية السعودية ، يجب أن يكون التنافس بين مدننا موجود ، مقترحا أن تكون هنالك جائزة لأفضل مدينة ساهمت في إبراز تراث وثقافة وحضارة المملكة العربية السعودية ، بحيث تصبح رؤيتنا الثقافية ٢٠٣٠ هي تصدير الحضارة السعودية إلى العالم وأن يكون لنا هدف نسعى للوصول إليه أن نجعل لنا وشماً في جبين العالم يجب أن تكون فنوننا وثقافتنا وحضارتنا ذات خيوط في نسيج العالم ، مضيفا : ” وأن مهرجان أبها وغيرها من مهرجانات قادمة بعون الله ستكون الشرارة التي تلهب الوقود الثقافي بكل أنواعه ” ، لافتا إلى أن الفن محاكاة الطبيعة كما قال افلاطون وأرسطو وغيرهم من الفلاسفة اليونان ، وعندما امتزج الفن مع الطبيعة في أبها زادها بهاء وجمال وانصهر ذلك الجمال الطبيعي مع الجمال الفني ، ولو لم يحدث ذلك فما جدوى الفن ، أن الفن يفسر الطبيعة والطبيعة تفسر الفن وقد حدث هذا عندما أعاد الفن لأبها روحها وعندما جعل ثقافتها الصامتة تنفجر بصوت الغناء والفرح والبهجة ، أبها تنطق أعذب الكلمات من جديد وهاهي تضع الفن والثقافة تحت إمرة الطبيعة لأن الطبيعة هي من يقذف في الفنان روح الإبداع ” .
وشدد البردي على أن المواطن السعودي مازال يطمح في مسرح ليس في كل مدينة ، بل في كل قرية ، و يطمح في متحف عظيم يشرح للعالم حضارتنا .

IMG-20160802-WA0019

IMG-20160802-WA0018

IMG-20160802-WA0017