ينفطرالقلب من ألم، والمرء يرقب الأحداث سيوفا تطعن خاصرة الأمة شرقا وغربا، جوا وبرا وبحرا، بأيدينا وتارة بأيدي حلفائنا،وثالثة بأيدي أعداء متنمرين صبوا جام ترسانتهم فوق رؤوس الأبرياء العزل، والشيوخ العجزة والأطفال الرضع، لم تسلم مدرسة،أو ترحم مستشفى، أو يمهل مصل في مسجد حتى يرفع من ركوع شيء لا يقره عرف، ولم تعهده أمم الأرض قاطبة، الموت يحاصر الأمة وكأنها جزيرة في بحر لجي تعصف به الرياح، وترعاه الأشباح، ولا أثر فيه لصفاء نية أو نقاء روح،أمواج تسونامية المد سادية الرد ،دراكولية الحد،الأخضر يابس،واللين جابس،انقطع الحول وانتهى الطول، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، ندفع بها ماأصاب حلب، ونرفع بها حصار تعز،ونكبح جماح المجوس، ونواجه فراعنة العصر ومردة القهرفي كل مصر،ومعها وبها والباقيات الصالحات سيشرق صباح النصر، وتنقشع الغمة، وغدا ستفرح الأمة بنصرالله،ومع ذلك سأبكي حال أمتي لعل الفؤاد يسلو، والعين يذهب قذاها، والآهة تأخذ مداها ثم تؤوب لروح فقد رجولة(وامعتصماه)ولكنه يقر بأنه لازال للمجد بقية، وإلى أن نعود خير أمة سأعلل نفسي بالقول:
أحسن الله(التعازي)في العرب
مجدنا الماضي قتيل في حلب
قاذفات الروس جاست عرشنا
مزقت أشلاءنا سود اللهب
والمجوس الفرس شبوا نارهم
والأفاعي سمها يلوي الذنب
من بني صهيون ألفى جدهم
حل روحافي الملالي وانسحب
عالم من كل فج أقبلوا
ينهشون اللحم منا كالرطب
قد تنادى شرقهم والغرب ما
ساقهم إلا عداء مرتقب
ألبوا أنذالهم في فتنة
أحرقت أبناءنا دون الحطب
فالثكالي واليتامى دمعهم
ترتوي من الصحاري من حدب
ذا قتيل أو جريح قد كبا
والليالي مطبقات بالهدب
لا صباح الخير يرجى نوره
والضياء الموت يطوي من هرب
لم يعد مما خلا من بأسنا
غير قول يحتلي منا اللقب
ياإلهي ياإلهي نجدة
كل حلف باعنا حين الطلب
أمتي والجرح أعياطبه
اعلنيها ثورة فوق الغضب
مالنا غير التقى من مهرب
فالمنايا رامقات عن كثب
يارياح النصر هبي وارتدي
ثوب توحيد كفانا من رهب
واحتوي شبان قومي نخوة
أبلغيهم أن أمرا قد حزب
أوقدي فيهم حماساعاقلا
وازرعيهم كالرواسي ترتهب
قادتي والحزم عزسامق
كم حمانا من ضوار تنتدب؟
شامنا يبكي دموعا من دم
عاده العدوان نحرا فانسكب
غوثهم في عزمة تتلى كما
ذات حزم في بيان مقتضب
موتنا من بعدها فخر لنا
يكتب التأريخ حبرا من ذهب