أثارت قضية ” تكافؤ النسب” بـعيينة ردود أفعال واسعة في أوساط المجتمع السعودي، وانقسم متابعو القضية إلى فريقين فريق يرى أنه مسألة تكافؤ النسب هي بدعة لا تدخل في الدين، في حين رأى آخرون أنها ركن أساسي في الزواج، وأعادت تلك القضية النقاش حول مسألة الكفاءة في النكاح وهي إحدى المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء قديما.

ويذهب الإمام أبو حنيفة ، رحمه الله، وهو فارسي إلى أن النسب من ضمن الكفاءة في النكاح، فيرى أن الفارسي ليس كفؤا للعربية، بينما يرى الإمام أنس بن مالك أن النسب ليس من كفاءة النكاح، فيعتبر غير العربي كفؤا للعربية والقرشية، إلا أن البعض في هذا الزمان يرون مسألة كفاءة النكاح من منطلق عنصري وقبلي.

ويستدل أصحاب الرأي القائل بكفاءة النسب كشرط للنكاح بما رواه الإمام مسلم من حديث واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، وهو حديث صحيح إلا أن كثيراً من الفقهاء يؤكدون أن الاستدلال به في مسألة كفاءة النسب في النكاح استدلال فيه نظر، كما قال ذلك الحافظ في الفتح وغيره.

أما من يذهبون إلى أن الكفاءة في النسب ليست شرطاً في النكاح فإنهم يستدلون بالأحكام الشرعية التي أطلقها عدد كبير من جمهور الفقهاء، ومنهم الإمام مالك الذي ذهب إلى عدم اعتبار الكفاءة في النسب . وكان يقول : أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء، لقول الله تعالى : “إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” . ولقوله صلى الله عليه وسلم : “يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى

وكان محامي أسرة الزوجة مها التميمي ضحية “تكافؤ النسب” قدم طلباً للقاضي بعزلها عن سكن زوجها ، وإيداعها في دار الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل إلى حين الفصل في القضية.

وكانت محكمة العيينة قد عقدت أمس جلسة جديدة بحضور الزوج علي القرني ومحامي أعمام الزوجة، وتم خلال الجلسة الاستماع إلى شهادة الشهود الذين أحضرهم الزوج، وعندما طلب القاضي من المحامي الرد على شهادة الشهود أفاده بأنه سيرد في الجلسة القادمة والتي حددها القاضي بعد أسبوعين.

ويترقب الزوجان الحكم النهائي في قضيتهما، التي تفاعل معها الجميع بشكل كبير، خاصة وأن الزوجة ترفض التخلي عن زوجها والعودة لأسرتها .