شهدت الكعبة المشرفة اليوم الجمعة ظاهرة كونية ،والتي تعتبر ضمن الرحلة الظاهرية للشمس السنوية بين مداري الجدي والسرطان، لتتعامد على المدن التي تقع بين هذين الخطين مرتين سنويًا.

وقال الباحث الفلكي في قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز ملهم بن محمد هندي، أن تعامد الشمس على الكعبة ظاهرة فلكية تتكرر – بقدرة الله عز وجل – مرتين في السنة خلال حركة الشمس بين الصيف والشتاء، وتعامدت على مكة المكرمة هذا العام في 27 مايو و 15 يوليو، وصادف تعامدها اليوم الجمعة لحظة آذان صلاة الجمعة في المسجد الحرام.

واضاف الباحث الفلكي، أن الشمس تعامدت عند الساعة 12:27 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة فوق الكعبة المشرفة مباشرة، حيث كانت الشمس لحظتها مرتفعة بمقدار 90 درجة عن أفق مكة المكرمة، واختفت ظلالها للحظات زمنية بسيطة يستفيد منها العامة في تحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية، بحسب “واس”.

واوضح أن هذه مفيدًا أن مدار الجدي يُحدَد عند خط عرض – 23.5 جنوب خط الاستواء، ومدار السرطان عند خط عرض 23.5 شمال خط الاستواء, ويأتي ذلك بسبب ميلان محور الأرض على مدارها بنفس القيمة.

واضاف الباحث الفلكي ملهم هندي “إن هذه الظاهرة الكونية تمكن سكّان الأرض الذين يستطيعون مشاهدة الشمس لحظتها وعبر أبسط الطرق وأسهلها من تحديد اتجاه القبلة بكل دقة وسهولة، بحيث يتجه الإنسان إلى الشمس ويضعها بين عينيه فيكون متجهًا إلى القبلة بدقة 100%، ومنها يمكن معايرة القبلة والتأكد منها في أي مكان تكون فيه”.

وتابع “إن سكان المُدن القريبة من مكة المكرمة سيجدون صعوبة في تحديد اتجاه الشمس لأنها ستكون قريبة جدًا من كبد السماء, لذلك يستطيعون تحديد القبلة عبر ظل الأشياء، بمعنى لو تم وضع القلم بشكل قائم سيكون اتجاه القبلة عكس ظل القلم تمامًا، وهي من الطرق القديمة لتحديد القبلة المستخدمة منذ القرن السادس الهجري”.