حرب ضروس أهلكت الحرث والنسل ، حرب في كل بيت أفقدت قريبا أو حبيبا أو صديقا ، حرب فضيعة شنيعة مريعة ، حرب يندر فيها السالمون ، ويقل منها الناجون ، حرب يتمت رملت أعاقت أبكت أفجعت ، حرب يتساوى فيها الجبان والشجاع ، حرب مع عدو لدود وند كم فتت الكبود .

إنها حرب حوادث السيارات ياسادة ، ومقلقة المجتمعات والقادة ، تلك الحرب كم تحدث عنها المتحدثون ، وانبرى لها الساسة والمهتمون ، لأجلها سنت بعض قوانين المرور ، وطرق القيادة السليمة والعبور ، ورغم ذاك إلا أن بعض أسباب الحوادث لازالت تعبث بالأرواح.

من تلك الأسباب وأشنعها تهور بعض السائقين والاستخفاف بالقوانين ، كأن الشوارع ميادين تحدي ، وهذا تحداني وهذاك ضدي ، كأن الأمر البقاء للأقوى أو إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب،أصبح البعض يرى قطع الإشارة ذكاء وحنكة ، والسرعة شجاعة وجرأة ، والتزام قوانين المرور سذاجة وغباء.

لمحاربة ذاك السبب لابد من شراكة مجتمعية من الدولة والأسرة والقطاع الخاص ، شراكة توعوية تربوية إعلامية دينية اجتماعية نفسية أسرية اقتصادية صحية وقائية ، وأقترح أن يكون للمرور قوانين للثواب مقابل العقاب والمخالفات ، ويكون الثواب معنويا وعينيا ، وتكون المخالفات هي رافد التكريم العيني .

وأقترح أن توجد مادة دراسية في كل مراحل الدراسة لتعليم فن القيادة السليمة ، وتربية الأبناء على الالتزام بقوانين المرور ، بل أقترح أن تكون هناك دورات إجبارية لكل من يريد استخراج رخصة قيادة،

ومن الأمور التي تساعد في ذلك وجربتها بعض الدول ربط الطرق السريعة والداخلية بشبكة من الكميرات لضبط بعض المتهورين في القيادة عن التهور واحترام الشارع ومن فيه، وقد قيل إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

ومهما كان من الاقتراحات أرى أهم علاج هو أن يعلم قائد المركبة أنه مسؤول أمام الله عن روحه وأرواح الآخرين ، ويتذكر أن الله نهانا عن إيذاء الناس بشكل عام ومن ذلك إيذاؤهم في طرقهم ، وليتزين بالخلق الحسن والمعاملة بالتي هي أحسن فهي من صفات المؤمنين وسبيل لرضى رب العالمين .

حوادث السيارة حرب والحرب لها عدة والعدة منها الحكمة والشدة ، القيادة السليمة كما قيل فن وذوق ، هي دليل وعي وعنوان رقي،هي ليست مثالية بل لبنة في بناء الحفاظ على الروح من حرب الشوارع