أصبحت الكتابة متنفس عند فئة من الناس يتسلح بها في أضيق الحدود بقصد بروز شخصيته وطرح رأيه وطلب المشاركة من الآخرين لطرح ما تلوج به أفكاره ، فمن لدية القدرة بأن يكتب مجرد كتابة عابرة أو هادفة أو أحياناً عفوية لا قيمة لها فساحات المعارك كثيرة ومجهزة وسهل الدخول إليها لممارسة هواياته ونشر ما يحلو له ، فالبعض منهم مختص ببث ما يتداول من تفاصيل الاشاعات التي تتحول إلى حديث الساعة وتشتغل من خلالها الايادي المتحمسة المنفعلة لنقله ونشرة وتكوين (# هاشتاق #) المنصة الاستراتيجية المتحركة المفتوحة لرمي الوسام والسهام العشوائية بالانتقادات والتعليقات والسخرية والشتم والفضائح إذا كانت النوايا شيطانية لها أهداف وغايات.

لقد انشغلوا في لوحة تسمى (الكيبورد) ذات الحروف والأرقام الصامتة فهي مفاتيح الخراب أو أبواب تختصر الكثير من المعلومات المفيدة ومن خلال تلك الازرار التي تحركها أصابع متحمسة ذات حدين لتدق ولتنطق بصمت فتتحول أحياناً إلى قنبلة فكرية أواجتماعية أونفسية أوبعد سياسي عندما لا يجيد البعض استخدامها وتركيب رموزها بكل احترافية وإتقان وتمحيص وأهم من ذلك تذكر أيها الكاتب مخافة الله فيما تكتب ـ قال الله تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18). صدق الله العظيم.

فعصرنا هذا أصبح كل من هب ودب من المغردين و “المطبلين” والنقادين والناشطين على أنها حريات متباينة كرأي شخصي ينتسب لصاحبه فأصبح في غضون أيام ناقد واستاذ وشيخ وداعية .. ! وكل من صمم له موقع على صفحات الانترنت ونصب نفسه مديراً دون شهادات أو خبرات وكون له أعضاء من جميع بقاع العالم ليفرض رأيه ويصادر رأي الآخرين ليخلق شباب مهزوز تسيره الأحداث والمتغيرات وتؤثر فيه عواطف من يلتفون على القانون من أجل التشهير والتأثير وخلق جماعات متطرفة لخدمة رسالتهم ونواياهم الباطلة.

فالمواقع كثيرة ومتاحة للجميع ومحدودية الرقابة والمحاسبة مما جعل الوصول إليها بأيدي الصغار قبل الكبار فلم يراعى سياسة الاعتداء على حقوق وخصوصية المجتمع المحافظ فما يزيدنا إستغراباً أن مروجي (الهاشتاقات) التي سمحت وأعطت لأنفسها أن تتحدث بالنيابة عن صاحب أي مشكلة كانت أو قضية أو حادثة لتثير ما حولها بقصد تعاطفهم وإثارة البلبلة على حساب فضيحة أشخاص أو قطاعات كانت عبر تصوير أو تعليق وأخرها تتكون كرسالة تبعث إلى من يهمه الأمر وما هو إلا مسكن مفعوله كمفعول (البنادول) ينتهى مع مرور الوقت دون نتيجة غير صداع عقولنا وصداع المسئولين في الرد على أكاذيبهم دون ردعهم ومعاقبتهم.

الحروب في العالم ليس فقط بتخزين الأسلحة والقتال وتهديم المباني والبنية التحتية لأي بلد أو شعب واحتلال أراضيهم ولكن هناك أعظم من ذلك عندما دخلت في مجتمعنا بحلوها ومرها إنها مواقع (تويتر) و(الفيسبوك) و (والهاشتاقات) و(الواتساب) و (الانستقرام) و(السناب شات) وغيرها من أسلحة الدمار فمن يدخلها لا يحتاج لتدريب أو مواجهة خصوم فالمسألة هي إجتهادات أو بمعنى آخر جهاد الكتروني يدار من قبل شركات عظمى لانتشار جرائم المعارك الالكتروني كانت اجتماعية أو سياسية أو إرهابية أو تحريض أو تعصب ؛ فهذه هي أساس وقواعد أهدافهم بجانب ربح الأموال وتكوين وتمويل عصابات لجذب من يسلك طريق الانحراف وابتعاده عن دينه ووطنه ومجتمعه ، # فنصيحتي ـ توخي الحذر ـ وخاصة من شبابنا صغار السن اتبع ما ينفعك ودع عنك ما يدفعك إلى دهاليز الانترنت المظلمة والمظللة .. فالكتابة كما أسلفت سلاح ذو حدين فتسلح بسلاح التقوى والمعرفة والاستفادة من ايجابياته وترك سلبياته والابتعاد عن أي مواقع أو ساحات تحتضن مثل تلك الأساليب المحرضة في إثارة البلبلة وتأثيرها على الفرد والمجتمع والدولة.