في كل الإحصاءات الخاصة بالجماهير في القارة العجوز يفوز جمهور فريق بروسيا دورتموند بالجمهور الأكثر حضورا في كل المواسم، هذا الجمهور الذي لا يتأثر ولاءه بالهزائم أو الانكسارات بل على العكس يزداد حب الجمهور لفريقه والذي ظهر على الساحة بعد غياب طويل مع قدوم مدرب مغمور من فريق ماينز وهو الذي أصبح نجما في عالم التدريب فيما بعد وهو ” يورجن كلوب ” .

قدم يورجن كلوب مع الفريق كل ما يمكن أن يقدمه مدرب مع فريق شاب بإمكانات قليلة للغاية، ففاز ببطولة الدوري على حساب الفريق البافاري كما تغلب عليه في بطولة كأس السوبر في أكثر من مرة، وأخيراً صعد إلى نهائي دوري الأبطال في أكبر إنجاز في تاريخ الفريق بعد أن أقصى الفريق الملكي في قبل النهائي.

مع التوهج الكبير للفريق كان الظهور المميز لمجموعة من اللاعبين الكبار أمثال روبيرت ليفانوفسكي المهاجم المزهل، وثنائي السوط ماركو رويس وماريو جوتزه وفي الدفاع نجم المنتخب الألماني ماتس هوميلز.

كل هؤلاء النجوم كانوا محط احتفاء كبير من النجوم وصل حد الجنون، لكن عالم كرة القدم لا يعترف أحيانا بقيم الولاء والانتماء، فمع نهاية موسم 2014 بدأ عقد الفريق في الإنفراط، ليست المشكلة في رحيل لاعب أو نجم عن الفريق لكن المشكلة هي رحيل نجم الفريق إلى الفريق المنافس والذي يجمعه عداء تاريخي مع فريقه الحالي. بعد نهاية ذلك الموسم يذهب النجم ماريو جوتزه إلى البايرن بعد دفع الشرط الجزائي الخاص به والبالغ 50 مليون يورو.

بعد تلك الحادثة بدأت الأمور تذهب للأسوأ، ففي الموسم التالي ذهب نجم الفريق وهداف البوندسليا البولندي ليفاندوفسكي إلى البايرن أيضا ليزيد غضب الجماهير أكثر وأكثر، ثم تأتي القشة التي تقسم ظهر البعير مع نهاية هذا الموسم وبعد إعلان نجم الدفاع ماتس هوميلز عن رغبته في الرحيل إلى البايرن سيراً على خطى زملاءه السابقين، بدأت جماهير الفريق في المباراة الأخير بالصافارات المناهضة لقرار اللاعب لكن كرة القدم لا تعترف الآن سوى بالأموال، فالفريق البافاري بميزانيته المفتوحة يستطيع الآن إغراء أي لاعب لا يمتلك من الولاء ما يسمح له بسلوك طريق المقاومة وتفضيل حب الجماهير التي صنعت منه نجماً.