إلى متى تستمر معاناة المعاقين بمحافظة بيشه ؟ إلى متى وقلوبنا تغزوها الحيرة ويعتصرها الحزن والألم ؟ إلى متى وحروفنا تبكي في صمت ودموعنا تنهمر من أجل فلذات أكبادنا المهمشين ؟ إلى متى والسهام تصيب قلب كل معاق في بيشه وتقتل احلامه ؟

 بهذه  الكلمات واللوحه المعبرة  رفعت الابنة المعاقة للفنانة التشكيليه المبدعة الاستاذة امل الصاري مناشدة لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي للنظر العاجل في حال فئة غالية على قلوب الجميع  وهم ذوي الاحتياجات الخاصة  في محافظة بيشه.

 فالطفلة مزون ابنة الفنانه التشكيليه امل الصاري ذات التسع سنوات  طفلة من  ذوي الإحتياجات الخاصة  رفض التعليم العام تدريسها ،ورفضت المدارس الفكرية ايضاً  تدريسها ، مزون طفلة تحب الكتابه ودائما ما تمسك بالقلم و تكتب في كل مكان تقع عليه يدها .. تحزن و تتألم كثيراً عندما ترى الأطفال الذين من سنها و أصغر منها يذهبون للمدارس، و تظل هي حبيسة المنزل .

هذه الطفله و أمثالها الكثير ممن حرموا ابسط حقوقهم في التعليم و التأهيل ، في أمس الحاجة لتقديم الخدمة من الوزارة عاجلا غير آجل لتأهيلهم والعناية بهم في سن مبكرة  .

 وفي سياق هذا الموضوع تحدث لـ( صدى) الفنانة التشكيليه أمل الصاري حيث قالت: ” حاولت ايصال معاناة معاقي بيشه الى معالي الوزير عن طريق التعبير برسم المعاناة حيث لا زالت بيشه تناشد وتكرر المناشدة حتى تتحقق اماني معاقيها يامعالي الوزير وذلك بالحصول على مركز تأهيل لخدمتهم الذي طال انتظاره منذ زمن طويل .

 وأضافت: “هذه الفئة في امس الحاجه للخدمة من معاليكم حيث انهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدن البعيدة من اجل الالتحاق بمراكز التأهيل بسبب ظروف اعاقتهم   وظروف عائلاتهم والوزارة لم تهئ لهم مركزاً في محافظتهم من اجل ان يتعايشوا مع اعاقتهم قريباً من اسرهم. وأكدت الصاري ان المعاقين في بيشه يعانون من فقدان الخدمات التي من المفترض ان تقدم لهم قبل مناشدتهم لها .

وقالت: ” انا باسمهم عبر صحيفة صدى الالكترونية أناشدكم  يامعالي الوزير بان يتم افتتاح مركز تأهيل يدخل الفرحة والسرور عليهم وعلى اسرهم ، وأملنا بالله ثم بكم يامعالي الوزير بان تكون اذناً صاغية لهذا النداء من فئة لا تستطيع  الوصول لكم في وزارتكم  للمطالبة بحقهم  ، ولكن نسأل الله ان تصلكم معاناتهم  عبر ( صدى) وان نرى في القريب العاجل ان شاء الله امركم  بالتوجيه العاجل بافتتاح مركز تأهيل شامل هم في امس الحاجة اليه في محافظة بيشه .

وبينت الصاري انها احد من يعيش هذه المعاناة وذلك بوجود ابنتها المعاقة ( مزون ) حيث حُرمت  الكثير من حقوقها.. ابسطها حاجتها لقرب والدها منها (المعلم في قريه ) فعندما تصاب  بالتشنجات التي تأتيها دائماً  وتحتاج تدخلات طبية فوالدها المعلم يطالب دائما بالنقل بالقرب منها ليستطيع اسعافها كلما دعت الحاجه ولكن ادارة التعليم لم تنقله ولم تساعده بالرغم من قوة التقارير الطبية التي تم تقديمها ، فلا تكونو يا معالي الوزير في موقف سلبي مع هؤلاء المساكين كوزارة التعليم التي اهملت الجانب الإنساني .

  ( مزون ) لا تستطيع الحديث ولكن لوحة الصاري تحدثت عنها فهي تحمل رسالة مأساويه تتضح في ألوانها المسلوبة  التي لم يتبقى منها سوى الأبيض و الأسود  ويد المعاق التي تريد ان تكتب  و تتعلم ، ولكن اليأس حاصرها وطوقها وشارف على قتلها وانتحارها والأوراق التي أبت ان تقف للكتابة وتطايرت كحلم يطير بعيداً،  ولكن نظرة الطفلة مزون لازالت نظرة أمل وابتسامتها تقول إن القادم أجمل ان شاء الله .

 212