شهدت الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز انطلاقة كبرى تميزت بسجل حافل من الحكمة و الحزم في علاقاتها بدول العالم وفي مقدمتها علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي .

فقد وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله كل إمكانيات المملكة في خدمة القضايا العربية والإسلامية وفي طليعتها الحفاظ على الوحدة العربية والقضاء على التطرف .

وتأتي زيارة خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى جمهورية مصر العربية في إطار حرص القيادة السياسية في البلدين الشقيقين على التنسيق التام والتشاور المستمر في كافة القضايا الإقليمية والدولية بما يضمن تحقيق مصلحة الأمة العربية والحفاظ على حقوقها المشروعة.

فهذه الزيارة المباركة تكتسب أهمية كبيرة كونها تأتي في ظروف بالغة الدقة والحساسية تمر معها الأمة العربية ، ويتحدد على أساسها مصير كثير من القضايا والملفات العربية والإقليمية . ربما أهمها مستقبل العلاقات العربية في ظل ظروف دولية، تفرض تنسيق الجهود على المستوى السياسي بين البلدين, وذلك بتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وهو الملف الذي يحظى باهتمام خاص في الفترة الأخيرة من الجانبين. وتحقيق الأمن والاستقرار في عدد من الدول العربية ومنها اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا، والموقف العربي من القضية الفلسطينية ، والبرنامج النووي الإيراني. بالإضافة إلى تدعيم العلاقات الإستراتيجية الثنائية التي تربط بين المملكة وشقيقتها مصر.

و ستخلق هذه الزيارة أجواء إيجابية كبيرة على الصعيد السياسي يمكن أن تؤدي إلى مناخ وفرص جديدة للأمن والاستقرار في المنطقة .

أما على الصعيد الاقتصادي فالبلدان يحرصان على دعم الملف الاقتصادي متمثلاً في زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما ، والوصول إلي علاقات اقتصادية متميزة بين البلدين و إلي مستوي يعكس إمكانات البلدين وقدراتهما الكبيرة التي تؤهلهما للقيام بدور أكثر فاعلية في المنطقة. لأسباب عديدة في مقدمتها حجم وثقل إمكانيات البلدين الاقتصادية, ودورهما العربي والإقليمي والذي انعكس علي التعاون الاقتصادي, حيث تشير الإحصاءات إلي ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين لعام 2015 إلى أكثر من 23.8 مليار ريال (6.35 مليارات دولار) فيما بلغت صادرات المملكة لنفس العام 15.2 مليار ريال، والواردات 8.6 مليارات .
حيث سيتم في هذه الزيارة المباركة تدشين قائمة من المشروعات في ثلاثة مجالات، تشمل تنمية شبه جزيرة سيناء، تمويل توريد احتياجات مصر من المشتقات البترولية، لمدة 5 سنوات، وتوقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر.

ويتطلع أبناء الأمة العربية إلى هذه الزيارة باعتبارها تشكل خطوة ايجابية وبادرة يمكن أن ترسي نموذجا أساسيا لخلق مناخ بين جميع دول المنطقة وليس بين المملكة ومصر فحسب.