قديماً أحمق .. سقط عليه في البئر دينار، فاستأجر عاملاً بعشرة دنانير لاستخراجه !!.

اليوم طماع وبخيل .. يزوج ابنته ذات العشرين لثمانيني خرف لأجل المال، برأيك أيهما أفضل ؟!.

الأسوأ برأيي شخص ثالث يعد شريك في الجرم وبحياة ابنته عابث سأنبئك عنه في مايلي :

في يوم من الأيام كانت الفتاة حنان في بيت ذويها الصغير الذي لايزيد عن حجرتين(غرفتين) تعمل جاهدة صابرة لإراحة والدها وعمتها؛ إذ أن والدتها توفيت، فبينا هي كذلك، سمعت صراخ أخيها الأصغر عبدالله، فهبت مسرعة إليه وتأخذه إلى صدرها وتضمه، فهي تشعر برائحة والدتها تنبعث منه.

يقولون : ( الإبداع يخرج من رحم المعاناة )، فغالباً من يبدع تجده عانى في حياته ؛ لذلك كانت حنان إحدى المبدعات في مدرستها، ولاينافسها أي واحدة من زميلاتها.

نعود تارة أخرى .. لم يدم صراخ عبدالله كثيرا، وفي تلك اللحظة كان هناك أصوات خارج البيت تنادي والد حنان، يفتح الباب يجد رجلين وامرأة، فيدخلهم في بيته
الصغير ، والد حنان يرحب بضيفيه، والمرأة تدخل الحجرة الأخرى تحدق في حنان ملياً وتردد في تبسم ولدي يستاهلها، وهناك أحد الرجلين يطلب يد حنان لابنه سعيد، الأب مباشرة وفي عجل موافق، والرد يأتي سريعا الأسبوع القادم سيكون الزواج.

وهناك حنان أضحت كالجدار أو قل :كالبهيمة لم يسألها، أو يستشيرها والدها عن موافقتها من عدمها، وكأن البيت بها ضاق، ولم يعد يسعها ما أقذر بعض الرجال !.

في تلك القرية الجميلة حلمت حنان بالزوج الذي يملأ الفراغ الذي وجدته بعد وفاة والدتها، الأحلام كثيرة والآهات أكثر، وما أقبح الدنيا عندما تكون ضعيفا وكل من حولك يجيدون الظلم .

الأب لم يكلف نفسه بالسؤال عن سعيد الذي يريد الزواج من ابنته، بل بكل برود وجنون يوافق دون أن يراه .

حنان في الموعد المحدد تُدق لها الطبول وتزف العروس وتباع بثمن بخس، هي لاتعلم أنها تنتقل من الجحيم إلى الجحيم، وبدموع منهمرة تقبل أخيها عبدالله، وكأنها تقول : أنت الأمل أنت الحياة، فسامحني سأتركك في الجحيم.

في أول ليلة بعد الزواج علمت أن زوجها مدمن مخدرات، وأن أبا سعيد وأمه أرادوا أن يزوجوا ابنهم؛ ليترك المخدرات، علمت أن هناك ظلم، وهنا جحيم، فحاولت أن تنتصر وتعين زوجها المدمن؛ ليستفيق من سكراته، فأنجبت له ناصر، وفي كل يوم زوجها يضرب ويخاصم، وتارة يسجن؛ لينتهي بها المطاف ذات صباح، والناس شهود يرونها وابنها يسبحان في الدماء.

خارج النص :
قوم إذا مس النعال وجوههم .. . .. شكت النعال بأي ذنب تُصفع