كثير من الركاب وخصوصاً في العالم العربي لا يلتزمون بالجلوس في مقاعدهم لعدة أسباب منها نفسي أو عقائدي أو شخصي أو عادات وتقاليد وأبرزها إختلاف مقاعد العائلات عن بعضها البعض أو عدم جلوس الرجل بجوار المرأة او العكس .

وكل هذه مبررات بعضها منطقية والأخرى غير منطقية مع العلم أن قبولك بأرقام المقاعد مسبقاً لا يمنحك الحق في تغييرها داخل الطائرة اطلاقاً كما أن البعض يجد مقاعد شاغرة وينتقل اليها دون علم ملاحي الكبينة لدرجة أن الرحلات تتأخر بأسباب إجلاس المقاعد وكل هذه الأسباب البعض منها يُعالج قبل دخول الطائرة والأخر داخل الطائرة .

لكن إذا حدث أمر لا يحمد عقباه كما حصل على رحلة الخطوط المصرية رقم 181 المتجهة من الاسكندرية الى القاهرة والتي تم إختطافها الى قبرص وأعلنت جميع وسائل الاعلام بناءاً على معلومات رسمية أن الخاطف هو طبيب بيطري وأستاذ في الجامعة والفت عدة قصص غريبة وعجيبة واُتهم بأنه شخص مختل ووصلت الإتهامات الى زوجته وأهله واستمر ذلك عدة ساعات بعدها أعلنت الحكومة المصرية إعتذاراً رسمياً للمسافر ابراهيم سماحة وأن الخاطف شخص أخر ليس له صلة بالدكتور ابراهيم سماحة .

كل ذلك بسبب خطأ بسيط لكنه جسيم الا وهو أن الدكتور ابراهيم سماحة المتهم الرسمي بإختطاف الطائرة ذهب الى دورة المياه في الطائرة اثناء ذلك قام أحد ملاحي الكبينة بإجلاس أحد الركاب في مكانه على المقعد رقم 38K وعند خروجه طلب ملاح الكبينة منه الجلوس في مقعد اخر .

مختطف الطائرة هو من كان يجلس على المقعد 38K المسجل رسمياً في قائمة الركاب بإسم ابراهيم سماحة لذلك اُعلن رسمياً أن خاطف الطائرة هو ابراهيم سماحة وأستمر الوضع طويلاً لولا أن عائلة ابراهيم سماحة اتصلت به هاتفياً ووضحت القصة او المعلومة الخاطئة للسلطات الرسمية .

لذلك يجب أن يكون هنالك تنسيق رسمي في حالة الاضطرار لتغيير المقعد داخل الطائرة وأن يكون ذلك للحالات القصوى بعمل نموذج داخل الطائرة مكتمل البيانات كالإسم كاملاً ورقم الجواز والهوية والمقعد السابق والحالي وأسباب التغيير وتسلم نسخة منه لقائد الطائرة .

هذا الخطأ العفوي البسيط أقام الدنيا وأقعدها ليثبت أن عالم الطيران لايحتمل الخطأ مهما كان حجمه وعلى الجميع أن يلتزم بالتعليمات حفاظاً على سلامته وسمعته .