انسحب الروس من سوريا وأثار ذلك الانسحاب استغراب العالم وتباشر الجميع الخبر وصرح البعض بأنه قرار إيجابي وكأن سوريا قد تحررت وسقط الأسد.

خرج بوتن وصرح بأن قواته حققت أهدافها، وبإمكانها أن تعود خلال ساعات إذا دعت الحاجة وكرم جنوده وطياريه وحقق نصر عظيم .بوتن أرسل رسالة قوية للعالم وللأسف لم يستوعبها العالم العربي كما خطط لها بوتن.

دخل بوتن إلى سوريا متحديا الجميع بأرتال عسكرية، وأعتقد البعض انه وقع في المستنقع ولكنه أعاد توازن القوى في سوريا بعدما كادت دمشق تسقط في أيدي الثوار ولم يجرؤ احد على منعه من دخول سوريا.

وضع يده على قواعد عسكرية في أماكن إستراتيجية يمكن من خلالها أن يهدد حلف الناتو.

وضع بوتن يده على أبار بترول وغاز في سوريا بالتعاون مع نظام الأسد، وقال بان طائراته سوف تعود خلال ساعات قليلة إذا أستدعى الأمر وهذا يعني أن بوتن يرى إن سوريا جزء من روسيا ولن يتخلى عنها، وسوف يعاود مساندة الأسد في أي وقت ، فقد كان سحب القوات مجرد تكتيك أو استراحة محارب وعلى الجميع أن يعلم ذلك أن هذا الانسحاب حقق أهدافه وتزامن مع مؤتمر جنيف لإعطاء النظام مساحة للتفاوض.

حقق بوتن شعبية كبيرة داخل روسيا بسرعة وإعادة قواته وتكريم جنوده لطمأنة الشارع الروسي عل أبنائه وإنهم عادوا إلى وطنهم سالمين وكسب ثقة الشعب والجند في وقت واحد.

كما أعطى للعالم انطباعاً بأنه رجل سلام ولا يريد مزيد من سفك الدماء، وفي نفس الوقت رسالة مباشرة للساسة الخليجيين أن بإمكانه عقد صفقة لإرغام الأسد عن التخلي عن السلطة بخروجه بشكل آمن على أن تكون الصفقة كبيرة على قدر الحدث وجاء ذلك بسحب قواته من سوريا بشكل سريع وإنها بالإمكان أن تعود خلال ساعات وهذه أيضا رسالة لدول الخليج وللأسد بمعنى أن نعود أو لا نعود حسب ما تقتضيه المصلحة. بوتن أعاد لروسيا هيبتها وقوتها للعالم مرة أخرى.