“ذلٌ بالنهار وهمٌ بالليل ” إنه الدَّين ؛ وأي اسم رنان مثله، هو مفزع عند الذكر، مرعب الفؤاد، غائر جرحه، يخلق في النفس الحزن والحسرة والآه.

ونحن نتعاطف بطبيعتنا وفطرتنا لأي رجل بيننا مديون، وتعاطفنا يكبر إذا كانت امرأة ويزداد ويزداد تعاطفنا للأرامل وأمهات الأيتام، ولاغرابة نحن مسلمون جُبلنا على ذلك.

الناس يختلفون ولاجدال في ذلك، وأقصد هنا من حيث ( الدخل الشهري ، عدد الأسرة، البيت الذي نشأ فيه … )
كل ذلك يعد سببا رئيسًا في كثرة الديون وقلتها أو عدمها.

لا يمكن لعاقل أن يلوم رجلاً يستدين ؛ لأجل تأمين السكن له ولأفراد أسرته، والحال كذلك أي لايُلام الرجل عندما يستدين لعلاج أحد أفراد أسرته، وأيضاً عندما يستدين الإنسان ليتاجر بذلك المال ؛ لعله يحقق هدفا يراوده،
فالمجازفة مطلوبة أحياناً.

لكني أعتب كثيراً عندما أرى رجلاً يستدين كل إجازة ؛ لأجل السفر ، وللأسف أصبح الكثير اليوم من الناس يتنافسون في ذلك ويقترضون من البنوك، ولو فتشت عن أحوالهم المادية لوجدتها سيئة.

اليوم يتنافس بعض الناس على المظاهر الخداعة والمزيّفة كل ذلك بمال الدَّين، لايبالون بحقوق الآخرين ولابأنفسهم؛ فالإنسان لايضمن نفسه ولو ثانية ، ولاننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعوذ من الدَّين.

هل العقول أصبحت صغيرة ؟! أم بعض النفوس ميتة ؟!

أخيراً : وكما قالوا قديماً :”الدين هم ولو كان درهم “، فاحذره وابتعد عنه، وإن أبيت فلاتستدين إلا في أمرٍ يستحق كالسكن والعلاج وغيرها من الأمور المهمة.

خارج النص:

ولاتحسب الشورى عليك غضاضة
فإن الخوافي رافدات القوادم

وخل الهوينا للضعيف ولاتكن
نؤوما فإن الحزم ليس بنائم