إن سلوك الإنسان(تصرفاته,أفعاله,أقواله)ترجمة لما في عقله من أفكار واعتقادات.

فمن هذا المفهوم يتبين لنا أن شعورنا إحساسنا سلوك الانسان بشكل عام هو ما في عقلك وبالك من أفكار واعتقادات.

وأقرب الأمثلة هو الشعور بسعادة والرضا والشعور بالحزن واليأس وعدم الرضا .

فعندما تعتقد في عقلك أن هذا الشيء سيجعلك سعيدا فعلا ستكون كما فكرت فالإنسان العاقل الناضج الراشد يفكر ثم يفعل ما يفكر به ولا يفعل ثم يفكر .
فسعادتك ترتبط مع ما في ذهنك من أفكار واعتقادات تعتقد أنها ستجلب لك السعادة.

هل يعقل لإنسان أن يشتري أو يبتاع متاع أو حاجة دون تفكير يستحيل ذلك على إنسان عاقل راشد واعي,كذلك تصرفاتك وأقوالك وشعورك بسعادة أو الحزن يأتي من تفكيرك دون وعي منك بشكل تلقائي خفي.

الشيء الذي تريد أن تشتريه شيء ظاهر وملموس فبتالي ستكون الصورة واضحة وتحدث أمامك بعلمك وإرادتك.

أما شعورك وتصرفاتك(سعادة,حزن) تحدث بشكل خفي تلقائي بإرادتك دون علمك.فهنا يكمن صلب المفهوم.

السعادة والحزن لا تأتي من مكان معين أو شخص أو يوم أو جو معين مثلا اليوم سعيد بل حنا ربطنا سعادتنا واعتقدنا بهذا على انه عندما تصبح الأجواء هكذا نسعد ونضحك باعتقادنا أن هذه الأشياء تجلب لنا السعادة.

وكذلك بنسبة للحزن فالبعض عندما يفشل في مهمة ما كان يطمح إلى تحقيقها تجده قد أمتلئ حزنا وهما وأقفل الأبواب عليه وكبله اليأس والبعض يجعل من الفشل فرصة ومحاولة لتعلم والنجاح والإصرار والمواصلة في طريق الطموح وتحقيق الحلم هي فقط اعتقادات في عقولنا ترجمة في سلوكنا وتصرفاتنا دون شعورنا غالباً.

الأول تجده بائسا حزينا والثاني متفائل مبتسما…وكلاهما في يعيشان في حالة واحدة(فشل في تحقيق هدف وحلم).

الفارق هنا الاعتقاد السلبي بنسبة للأول أنه ربط الفشل والخسارة بالحزن واليأس فبمجرد أن يفشل في مهمة ويخسر تلقائيا يبكي ويُظهر سلوك الحزين البائس الغاضب .

والاعتقاد الايجابي لثاني بأنه ربط الفشل والخسارة بأنه تجديد للهمة والعزيمة وإعادة ترتيب الأوراق والخطة وفرصة لتعلم فبمجرد أن يتعرض للفشل والخسارة تجد سلوكه وتعبيراته مباشرة تلقائيا تدل على الإصرار ومواصلة العزيمة والتفاؤل

غير أفكارك فعلا يتغير عالمك بتغير شعورك و سلوكك وكل مافيك.

ونستنتج هنا انه كل ماتريد تغييره في سلوكك(تصرفاتك,أقوالك,أفعالك)يبدأ بتغيير أفكارك وأعلم أن هذا السلوك إنما هو ناتج عن مافيه عقلك من أفكار واعتقادات سواء كنت تعلم بها أم جاهل,لكنك الآن أنت على بينة من ذلك فأعمل عليها بكل حرص وإيجابية دون تفريط وباتزان.

وصدق إيليا أبوماضي فيما قال كن جميلا ترى الوجود جميلا.

جمل داخلك يتجمل معك ظاهرك.