إن الفرص الإيجابية التي تأتي للإنسان وخاصة إذا كانت توافق موهبته و رغباته وميوله لابد أن يكون جاهزا لها لأن الفرصة أشبه برياح التي تهب ثم ماهي إلا دقائق وتمضي فهي لا تدعوك لركوب فوقها، هي تجول بأمر الله في هذه الأرض فإذا كنت مستعداً لها من قبل واعددت ماستطعت وماكتب الله لك من عدة في مجالك انت وهوايتك بالممارسة وصقل الموهبة والتجربة والقراءة والاطلاع فأنت هكذا ستركبها وتدرك هذه الرياح بكل يسر وسهولة وسعت صدر.

فإذا هبت رياحك فغتنمها فماتدري السكون متى يكون أي لاتعلم بوقت ريحلها إلا وهي بعيدة عنك.

فعدم الاستعداد والتمرس في مجالك ياسيدي يجعل منك إنسان بائس ضعيفا تمر عليه قوافل الإبداع والإنجاز فيرفض الركوب فيها بحجة أنني خائف، لست جاهز وغيره لا ياحبيبي هذه أعذار الضعفاء الخائبين اليائسين أما أنت فارفع رأسك تنل ماتريد بإذن الله تعالى.

ولنا في قصة عمر المختار البطل الليبي الشهم الذي ولد في عام1858في بلدة البطنان ببرقة في ليبيا.

كان وقتها الطليان إيطاليا تحاول احتلال ليبيا والضغط على العثمانيين حينها الذين كانوا يحكمون بلاد الإسلام وكانت ليبيا إحدى هذه الدول التي تحكمها الدولة العثمانية وكانت تقع في أفريقيا وتطل على البحر المتوسط مقابل إيطاليا.

مع الهجوم القوي لطليان ومحاولاتهم لسيطرة على ليبيا كان هناك رجل شهم قوي اسمه عمر المختار بادر بطلنا هذا بالاتحاق بالجيش الإسلامي بقيادة الدولة العثمانية فوكلت إليه قيادة جيش الجبل الأخضر وهنا اتته الفرصة فكان لها فاستقلها فأنجز وانتصر وتفوق ثم وكلت له قيادة الجيش العام ويالها من مكرمة عظيمة لم يتردد فكان لها بكل بسالة وشجاعة فقد خلد اسمه كأحد أبطال الإسلام في شمال أفريقيا والعالم كله ولا أظن أن إيطاليا نسيت هذا البطل فعندما اسروه وحكمو عليه بالإعدام فجعل هذا البطل يردد إن لله وإن إليه راجعون لم يقل غيرها واثق بالله ثم بنفسه لانياح ولاصياح، فعندما شنق ومات مات من الشنقة الثانيه وجعلوا قبره صرح مشيد من اسمنت مسلح ووضعوا عليه حراس كي لايتمكن المسلمين من نقل جسده.

ماجعل هذا البطل يخلد في تاريخنا هو وضع الاستعداد الدائم واستغلال الفرصة ثم نجاح كبير دائم مخلد.

والبعض يقول دافع الجهاد والحماسة موجود في كل مسلم أين وضع الاستعداد والموهبة في ذلك ؟!

أقول له صحيح لكن لماذا اختير عمر المختار قائد للجيش دون البقيه؟!

لأنه تميز بموافقة دافع الجهاد والرغبة لديه بالموهبة فهذا أدى إلى إنتاج عظيم مذهل، فأصبح لامع مميز من بين بقيت المجاهدين.

لأن الدافع الداخلي والرغبة لاتكفي للوصل لنجاح لابد من موهبة وسلاح تملكه تبني عليه رغباتك وتؤطره بدافع الداخلي ليكون ان شاء الله نجاح وتميز مذهل مبهر.

ومن الجميل أن تردف مع الاستعداد القناعة والرضا عن نفسك وماتقدم لأنك إن لم تكن راضي عما تقوم به وواثق لن تقوم به على أكمل وجه فإذا أردت أن تصطاد الفريسة و قتل العدو عليك بتعبئة ذخيرة السلاح بأكملها كي تضمن انتصارك ومواصلة المسير،لا أعني بالرضا أن تكتفي بالكم وعما تعمل وتتوقف وتقول اكتفيت وانتهى وقتي ورسالتي لا بل عن المعنى الذي تريد أن توصله ورسالتك بين الخطأ والصواب.