إنَّ التاريخ الإيراني حافلٌ بالتدخل السلبي و العدوان على شؤون و خصوصيات الدول العربية.

وطالما ما صاحب هذه التدخلات من خراب ودمار و زهقٍ لأرواح بريئة , والتاريخ لن ينسى تدخل هؤلاء الأوغاد في شؤون غيرهم لزعزعة الأمن ونشر الفوضى ونشر المد الفارسي في المنطقة العربية.

وما يثبت عدوانية هذا النظام وحرصة على إشاعة الفتن والحروب في المنطقة أن النظام الإيراني يوفر الملاذ الأمن والصدر الحنون لزعماء القاعدة منذ عام 2000 تقريباً وكذلك كان الملاذ الأمن للمتورطين في تفجيرات أبراج الخُبر 1996م

ولا يخفى على ذي لُبٍّ ما يقوم به النظام الإيراني من تهريب للسلاح والمتفجرات وزرع خلايا إرهابية مُدرَّبة في المنطقة العربية بما فيها المملكة العربية السعودية وكل ذلك هدفه نشر الاضطرابات وزعزعة الأمن ونشر الفوضى وما يترتب عليه من قتل للأبرياء وإظهار القادة في صورة العجز وعدم السيطرة على مجريات الأمور في بلادهم ومن ثم تدخل المنظمات الداعية للحريات والحقوقيون ومناصرو الأقليات المضطهدة في العالم وتحدث الفرقة ويدب الخلاف وتشيع الفوضى على المدى البعيد ويغيب الاستقرار وتقوم الحروب وتُنهك قوى الدول وهذا جزء من مخطط كبير لإضعاف قوى الشرق والعالم الإسلامي يسانده ويؤيده المد الشيعي الفارسي ويبارك له.

اخر ما قام به أعضاء هذا النظام الحقير هو التعدِّي على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد والصورة الهمجية لمرتزقة إيران وهم يعتدون على المبنى ويسلبون مافيه من أثاث وأجهزة , على مسمع ومرأي من المسؤولين دون أدنى استجابة للبلاغات والشكاوى التي وصلت إليهم وكأنهم يباركون هذا الحمق لقد غاب التجاوب مع أفراد بعثتنا والدبلوماسية وأعضاء سفارتنا ومقرها بعدما تعرضت للرشق بالحجارة والهجوم من قِبَل المحتشدين مما أدى تكسير محتويات المقر ونهب وسرقة ما فيه من أجهزة وأثاث ولقد طاله الخراب والدمار ولم يكتفي الأوغاد بذلك بل قطعوا التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة لمدة ساعة تقريباً.

وكذلك تم اقتحام بوابة القنصلية الداخلية وبشكل مباشر , دون ان تمنعها السلطات الإيرانية وما تبعه من رشق المبنى وإلقاء العبوات الحارقة علية بصورة همجية , والمتابع لتاريخ إيران يجد أن ذلك لم يكن لأول مرة بل هو أمر مسبوق في السنوات الماضية تحت مرأى ومسمع حكومة إيران , دون اتخاذ أية إجراءات ولا تدابير وقائية لحفظ سلامة بعثة المملكة ومنسوبيها أو حتى تقديم المجرم الاثم للعدالة.

كل ذلك حدا المملكة أن تستدعي السفير الإيراني وتخطره بأن النظام الإيراني يتحمل مسؤولية هذه الاعتداءات كاملة لأن الدولة المضيفة مسؤولة عن توفير الحماية للبعثات الأجنبية , وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات والقوانين الدولية وترتب على ذلك أيضاً أن المملكة قد أخطرت مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات
وكذلك تم إبلاغ مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي .

وظهر التعاطف والتعاون مع المملكة جلياً من إخوانها وأشقائها العرب التنديد بما فعلته حكومة إيران الغاشمة والهمجية , ولقد بدا جلياً أن اعتراض إيران على إعدام النمر أنها تريد الانتقام , ولقد وضّح وزير الخارجية أن القضاء السعودي يسير وفق نظام وآلية واضحة ولا داعي للتدخل الخارجي في شؤوننا الخاصة وهؤلاء أشخاص مدانون قتلوا أبرياء وأخذوا حقهم من العدل الإلهي والحكم القضائي , لذا علينا جميعاً أن نعي ما يدبر وما يخطط وما يحاك لهذه الأمة , والمنطقة العربية ولقد كان موفقاً وزير الخارجية عندما أعلن مؤكداً أننا لن نسمح لإيران أن تزعزع أمننا ولا استقرارنا.

حمى الله الوطن وحمى رجاله إلى يوم الدين.