الاعداد السابقة للصحيفة
الاربعاء24 ابريل

حقيقة التعليم الغائبة

منذ 8 سنة
0
1786

كثير من القصص التي اطلعنا عليها ورأينا منها وسمعنا. بأن كثيراً من الطلاب كانوا فاشلين قاصرين مجانين في المدرسة ولكن خارج المدرسة شخصيات مليئة بالإنجاز والإصرار ولعل مايتسابق إلى أذهاننا كيف لشخص أن يفشل في مدرسته ويوصف بالاحمق الخاسر يحقق اختراعات وأمنيات كانت تعد من الخيال فنحن لانستغرب من الشي البسيط بل من العجيب أن تبتكر شيء كان يسمى خيال.

ومنهم توماس أديسون الذي سجلت له 1093 براءة اختراع وكان فاشل منحطا قاصر العقل مطرود من المدرسة؟ عجب عجاب!

ومنهم مونتي روبرتس الذي كان حينها يدرس وطلب منهم معلمهم حينها بأن يكتبوا أحلامهم فكتب حلمه الذي كان بامتلاك مزارع شاسعة على مد البصر لتربية وتدريب الخيول فيها العديد من العاملين.

فقال له معلمه اكتب غير هذا الحلم فكيف بشخص مثلك ينام على ظهر شاحنة أن يكون له مثل هذا؟ فقال صاحبنا مقولته الشهيرة عندما قال له المعلم اكتب غير هذا وإلا سأخصم درجات ويكون لك نصيب قليل منها فقال البطل للمعلم احتفظ انت بدرجات وانا سأحتفظ بحلمي.

هنا نأتي إلى التحليل الآتي :

المدرسة أيها الأحبة تغطي جزء من حياة الإنسان ولا تغطي كامل الحياة فهي تهتم بالجانب العلمي وحفظ وفهم بعض المعلومات المحددة مع قلت الحرص على الابتكار والتجديد في طرق التعليم والأهم قلت التوعية نحو جانب الذات وتطويرها والتنمية البشرية اقول لأصحاب التعليم قبل أن تهتموا بتطوير عقول البشر طوروا أنفس البشر لأن النفس تختزن الاعتقادات بعد مرورها من العقل.

فالأصل التوجه نحو تطوير الذات واكتشاف المواهب وبعدها يأتي الصقل والتكوين من خلال العقل لأنه أشبه مايكون بتهوية للغرس الذي في النفس. واقول أن هذه الأمثلة من المبدعين حرصوا على تطوير الذات والتنمية البشرية فبلغوا من التفوق والإبداع الشي العظيم.

فالأصل يبدأ بتغيير القواعد وليس العوامد فالعوامد تتكئ على القواعد. فحافظ على قواعد البشر ثم سيأتي الجميل والقوى في العوامد التي تشكل البناء والصرح العظيم من الإنجازات.

فالمدرسة تركز كما قلت على تكثيف المعلومات وفهم بعض المفاهيم العلمية دون الذاتيه.

فكثير من الناس بعد خروجهم من مرحلة الدراسة سواء كان متفوق فيها ستراه مع نفسه وواقعه فاشل خاسر،والبعض فاشل في الدراسة لكن مع نفسه وواقعه في قمت الامتياز،والبعض فاشل هنا وهناك والله المستعان.

كيف لك أن تطور الأعمدة دون القواعد ألم تعلم أن الأعمدة تقوم على القواعد فإن كانت القواعد هزلت سقطت الأعمدة .

نحن نحرص على أن يكون الطلاب بعد التعليم والدراسة منجزين مبدعين في واقعهم،وللأسف تجد شخص يجيد التعامل مع المسائل العلمية في الرياضيات والفيزياء وغيرها لكنه لايجيد التعامل مع نفسه فبتالي نجاحه يكون مقصورا ومحصورا على المدرسة أو الجامعة أما بعدها لاشي يذكر. هنا تأتي فائدة النظرة البعيدة المستقبلية.

فهنا يتكون لنا صنفان من الناس:

الأول ناجح في دراسته وتعليمه إلى حدود الامتياز والتفوق لكن خارج المدرسة إنسان عادي جدا لايعني للغير الكثير فتجده بعد تخرجه من الدراسة إنسان عادي وربما أقل.

تستغرب كيف بهذا المتفوق في الدراسة المبدع المنجز أن يكون بلا إنجازات ولا تحركات بعد انتهاء فترة الدراسة وتخرجه هنا هو تعلم كيف يتعامل مع المسائل العلمية لكن لم يتعلم التعامل مع الحياة وتطوير الذات والإنجاز فيها فتكون مرحلة البزوغ والظهور لديه فقط في فتره الدراسة وهذا إنتاجه محدود متوقف مقصور.

الثاني شخص فاشل في دراسته أو متوسط ليس لديه ذلك الاهتمام الكبير في الدراسة لكنه مهتم بتعزيز الثقة بالنفس والتعامل مع الحياة والضغوطات وطرق الإنجاز واكتشاف المواهب فتجده مبهرا رائعا جميلا وهذا فائدته وانتاجه طويل الأمد إلى مايشاء الله.

ومن جمع الاثنين فقد حاز فضلاً عظيما. حرصنا على تعليم أبنائنا فهم المسائل العلمية فساد الفشل والضياع.

(بناء الأعمدة)

ولم نحرص على بناء الأساس بناء الذات والثقة بالنفس واكتشاف المواهب والتعامل مع الحياة بشكل الصحيح (بناء القواعد) فهذا جواب لمن يسأل كيف لشخص متفوق في المدرسة وفاشل بعدها..

وكيف لشخص فاشل في المدرسة ومبدع بعدها…

فلابد من التعليم أن يحرص على بناء طلاب منجزين مبدعين طيلة حياتهم وليس مدة دراستهم.

التعليقات

اترك تعليقاً