الاعداد السابقة للصحيفة
الاثنين13 مايو

تلبيس أعوان إبليس

منذ 11 سنة
4
3390

كتب ابن الجوزي يرحمه الله كتابا من أروع الكتب سماه بـ ( تلبيس إبليس) .

تكلم فيه عن مداخل الشيطان و جريانه من ابن آدم مجرى الدم و عن المداخل التي لبس فيها على آهل البدع و الكلام من الفلاسفة و المعتزلة و عموم من أعمل العقل قبل النقل الذين يعرفون بالعقلانيين.

والفترة التي عاش فيها يرحمه الله كانت المائة السادسة من الهجرة في وقت قريبا لحد كبير من زمن خير البرية , و أهل الفضل معروفون و التشويش كان يقع على من ينساق وراء أهل الكلام , و علماء الأمة من أهل السنة و الجماعة سدوا الثغرة و لم يقصروا في شيء , ناهيكم عن أنه لم تكن التكنولوجيا و لم يكن الحواسيب و عالم الإنترنت العجيب ليُنقل عبر حبائلها نفحات السموم من الشبهات المغلفة بورق السلوفان يتصدرها مثقفين و ممن يعرف بالدراية و حسن المقال و رفعة المكانة , و لم يكن معظم الناس كما حالنا مفتين و مطببين يتكلمون في الشرع بلا دراية و يصفون الدواء لكل من قال آه.

و التلبيس في اللغة من اللُّبْسُ : أي الشُّبهةُ وعدمُ الوضوح .

منذ مدة و عبر ذلك المحبوب الذي لا يجهله أحد برنامج الـواتس أب (WahtsApp ) و الذي يرِد عليَّ في كل يوم منه ما يجعلني أتوقف بين الذهول و العجب فالناس فيه بين ناقل بلا روية و جاهل و في الناس متجمهر بالمعية أو صامت عما يرد تحفظا , و البعض ينكر و يبرأ إلى الله من التبعية , وصلتني مقالة لكاتبة و التي تنسب نفسها لبلاد الحرمين تنتقد ما تعلمته في المدرسة و في مقالي بليغ صاغت نقمة على بعض التشريعات و الأحكام و اجتهادات ائمة الدين و رددت وقتها على من يرسل هذا المقال و يشيعه بين الناس ثم لم أعد اراه يرسل على الأقل من قبل من أعرفهم و اليوم و فجأة وجدته يعاد نشره في صفحات علمية عبر الفيس بك (facebook ) فانتابني ذلك الشعور الغاضب تأسياً بالحبيب صلى الله عليه و سلم و الذي لم يكن يغضب إلا لله كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها (ما انتَقَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لنفسِه في شيءٍ يُؤْتَى إليه حتى تُنْتَهَكُ مِن حرماتِ اللهِ ، فيَنْتَقِمُ للهِ .) و زاد الغضب حينما فتشت في بحر المعلومات عبر العلامة جوجل (google ) فإذا به منتشر انتشار النار في الهشيم ينقله قادة رأي معتبرين فأخذت باليمين و أقسمت إلا الرد على الطعن في الدين , و ترويت قليلا متفكرة في حال الكاتبة فهو إما لها منسوب أو بيديها مكتوب لذلك لم أفصح عن اسمها رغبة إحسان الظن و إعمال اليقين .

و لو كانت النسبة إليها صحيحة فهي إما مبالغة تحمل في ثنايا الصدر بعض من النقمة و لا ازد على ذلك حتى لا اكون مثلها و ارد على الخطأ بخطأ , و على هذا تكون من المُلَبِسين أو نحسن الظن بها فتكون قد تعلمت على يد من كان في الدين كمن ( لم يعرف من الحبش إلا تقمط ) فأصبحت جاهلة من الجاهلين لم تفهم شرع ختم الله به الرسالة و المرسلين و جعله المقبول عنده و المنتسبين له خير أمة سماهم أبو الأنبياء عليه الصلاة و السلام بالمسلمين .

أقول لها و لمن تبعها و نشر لها و صفق ….

ما هكذا تعلمنا في المدرسة .

في المدرسة تعلمنا حقوق الوالدين.

و محبة الآخرين .

و أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو حامي حمى الدين فبه الأمور تستقيم .

و أن الإنسان بطبعه خطاء و خير الخاطئين التوابون.

و أن المسلم لا يفسق إلا لكبيرة في الدين أو لإصرار مشين.

و أن حسن الخلق من الإيمان ثاني الدين .

على اكمله كان سيد المرسلين.

و في اللحية و عدم الإسبال طاعة و اقتداء بالحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و بصحبه المرضيين

بهم الإقتداء لا بالمشركين .

و أن الله تعالى قال : يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم (التوبة ( 28) و حاشا لله أن نكون من المنكرين .

و لولا مضرته العظيمة ما حرم التدخين .

و ليست كل ثقافة حامليها من العلمانيين.

و إن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين.

و أن المسلم الأصل فيه الثقة هذا يقين.

و أن الطوائف حصاد الفلسفة و من يسمون بالعقلانيين ربائب المستشرقين و المنصرين .

و إن قال : قال الله .. فنحن له من المصدقين فلم ينطق عن الهوى و لم يكذب على رب العالمين.

و إن سمعنا الأمر قلنا إنا طائعين.

و بالعقل وحده لم نعرف الدين و لم نكن لله عابدين.

لكن جعل لخلقه مرسلين و به معرفين و للعبادات محددين.

و نلتزم من الأوامر ما نستطيع و أما النهي فنكون فيه منتهين.

و ألا نحكم على مذهب ولا احد من المسلمين.

و إن حدنا نقول اللهم ردنا إليك ردا جميلا اجمعين.

و أن الله سيجزي المحسنين.

و ان لا نقول إلا ما كنا به عالمين.

و أن كل شيء عبادة ما دمت نويته لرب العالمين.

و أن نُبقي الحبل موصول برب العالمين .

و أن نسأل الله أن يجعلنا من التوابين و من المتطهرين و أن يرزقنا الثبات على دينه حتى يأتي اليقين.

فبذلك نكون من المهتدين.

اللهم إني ابرأ إليك من التلبيس على المسلمين.

و نعوذ بك اللهم أن نكون من الضالين المضلين.

هكذا تعلمنا في البيت قبل المدرسة و لم ننقاد خلف الشبه الملبسة فالأصل فينا أن نكون ربانيين.

وقفة …

روي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ( لو كان الدين بالرأي لكان أسفلُ الخُفِّ أولى بالمسح من أعلاه).

التعليقات

.
.................. عدد التعليقات : 199 منذ 11 سنة

شكرا ميساء ..

ا
الحقيقة عدد التعليقات : 17 منذ 11 سنة

شكرًا والى الأمام

ا
ام. لؤي عدد التعليقات : 7 منذ 11 سنة

بارك الله فيك ونفع بعلمك يارب

ه
هنادي عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

مقال جدا رائع من انسانه جدا رائعه اعتز بصداقتها

اترك تعليقاً